علي مر تاريخ العلاقات بين مصر والسودان لم تقم العلاقة علي التعاون والاحترام المتبادل بين البلدين، ودائماً تنظر مصر إلي السودان باعتباره الحديقة الخلفية والبقرة الحلوب التي يجب ألا يجف ضرعها وأن جف زرعها، قدم السودان لمصر كل الممكن والمستحيل بسبب تواطؤ النخبة السياسية التي حكمت السودان من قبل الاستقلال وحتي يوم الناس هذا، لم تكتفي *مصر بإغراق حلفا وطمس تاريخ الحضارة السودانية لتشييد السد العالي
نجد دائما أن مصر هي المستفيد في كل تعاملها واتفاقياتها مع السودان ودونكم اتفاقية مياه النيل 1959 المجحفة والتي ما زالت لم تراجع أو تعدل علي الرغم من الظلم الواضح فيها للسودان، ثم اتفاقية الحريات الأربع التي نفذها السودان وتحججت مصر بحجج واهية هرباً من الالتزام بما جاء في الإتفاقية المعروفة.
سعت مصر لاستغلال أخطاء نظام الرئيس المعزول عمر البشير وجهاز أمنه عندما تهوروا في محاولة إغتيال حسني مبارك الرئيس المصري الراحل *ووجدت المخابرات المصرية ضالتها في تلك الغلطة الأمنية واستفادت منها إلي أبعد مدي باحتلال حلايب وشلاتين وأبو رماد، ثم مارست الإرهاب علي السكان المحليين مرة والترغيب مرة أخرى .
ولعل ما صرح به قائد قوات الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو في خطاب بثته القنوات الفضائية والمنصات الرقمية بأن قواته تعرضت للقصف من الطيران الحربي المصري في معركة جبل موية لهو دليل دامغ علي تورط مصر في كل بلاوي ومشاكل السودان، واليوم أجد التفسير المنطقي لما قاله المهرج مني اركو مناوي عندما قال نرحب بالرئيس *عبد الفتاح السيسي عندما أراد تقديم البرهان في أحد المحافل فقد صدق وهو كذوب لأنه كان يعلم أن السيسي هو المؤثر الأول في سياسات البرهان.
لقد دعمت مصر السيسي الديكتاتورية الإنقلاب الذي قام به البرهان ضد حكومة الثورة ونفذه بعد ساعات من زيارته للسيسي الذي منحه الضوء الأخضر ووعده باستقطاب الدعم الدولي والسياسي للانقلاب، وليس هذا فحسب فقد *عملت مصر السيسي علي تقويض *حكومة الثورة في السودان لأن هذا يكشف دكتاتورية السيسي الذي انقلب علي الرئيس الوحيد الذي انتخب ديمقراطياً علي طول تاريخ مصر
إن نجاح الثورة السودانية يعني ذهاب السيسي عن قيادة مصر التى تتوق إلي الحرية.
سعى السيسي إلي بعث الروح في بعض القوي السياسيه والحركات المسلحة التي ساهمت في الإنقلاب علي حكومة الثورة بدعوتها لمؤتمرات ظاهرها الاهتمام بالملف السوداني وفي باطنها التآمر علي السودان عبر هذه المجموعات السياسية التي لا تعيش إلا في ظل الديكتاتوريات ، عقدت مصرا عددا من اللقاءات والمؤتمرات لجماعة اعتصام الموز ثم سمعت مصر السيسي بأن يكون لها دوراً في ملف السودان وإبعاد المملكة العربية السعودية عبر طرح منبر المنامة الذي رفضت فيه مصر دعوة السعودية لولا إصرار وفد الدعم السريع بضرورة حضور المملكة العربية السعودية لأنها صاحبة المبادرة الأولي مع الولايات المتحدة الأمريكية.
لم تكتفي مصر السيسي بذلك بل سعت إلى إفشال جدة الأولي والثانية بكل قوة وذلك بالسيطرة على قادة الجيش.
استمرت مصر السيسي في التدخل السالب في الشأن السوداني واعاقت الوصول إلى وقف إطلاق النار في جنيف وذلك بمحاولتها أن تشرعن لحكومة بورتسودان بأن يكون الطرفان الدعم السريع وحكومة بورتسودان وهو أمر غريب لأن كل الجولات التفاوضية كانت بين طرفين هما الدعم السريع والجيش.
إن السيسي الذي قتل المتظاهرين في ميدان رابعة لن يطرف له جفن ولو قتل الشعب السوداني عن بكرة أبيه.
الطيران الحربي المصري الذي ينطلق من قاعدة البرنس ليس خافيا علي أحد وقد نشرت القنوات الفضائية العالمية عدد الطلعات الجوية التي استهدفت السودان.
وما يؤكد أن مصر السيسي هي العدو الأول للسودان ما جاء في بيان خارجيتها واصفاً قوات الدعم السريع بأنها مليشيا وهذا يؤكد أن مصر كانت المستفيد الأول من الحرب في السودان بعد أن ضمنت طاعة البرهان وحكومة الأمر الواقع في بورتسودان وهي تهرب لهم الذهب وغيره من خيرات السودان.
إن بيان الخارجية المصرية أو خارجية السيسي بيان يفتقر لأبسط قواعد الدبلوماسية والتعامل مع مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
إن مسألة ضرب الطيران الحربي المصري للشعب السوداني لا تحتاج إلى إثبات لأن الجنود المصريين كانوا أسري عند الدعم السريع ولكنه سلمهم لذويهم حفاظا علي علاقات كان يظن أنها علاقات أخوية بين البلدين ولم يمسهم بسوء ولكن ماذا كان الجزاء من مصر السيسي غير الغدر والطعن في الظهر، كان يمكن لمصر أن تلعب دورا مهما في حل المشكل السوداني لو أنها التزمت الحياد وسخرت جهودها لوقف الحرب، ولكن عقلية مصر السيسي هي نفس العقلية القديمة التي تتعامل مع السودان وقضاياه باعتبارها قضايا أمنية يشرف عليها جهاز المخابرات العامة.
بعد تصريحات قائد قوات الدعم السريع فإن مصر فقدت فرصة تواجدها بشكل مؤثر وفعال في قادم الأيام وخاصة القبول بها كمراقب أو وسيط.
إن جرائم الطيران في الكومة ودارفور والجزيرة وكردفان والخرطوم كلها سوف تكون في عنق السيسي ونظام حكمه الديكتاتوري الذي اذاق الشعب المصري الويل والعذاب وضنك العيش.
أن قادم الأيام سوف يكشف الكثير والمثير عن الدعم المصري للجيش ودوره في إطالة أمد الحرب في السودان عبر الدعم المتواصل لقادة الحرب من الإسلاميين وكتائب الإرهاب والمرتزقة الإيرانيين والاوكرانيين في حربهم التي يريدون من وراءها إعادة عقارب الساعة إلي الوراء وعودة البطش والسحل والتنكيل عبر الحركة الإسلامية ونظام حكمها المؤتمر الوطني.
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10