?ابن عمر ابراهيم الطاهر
وعوض هذا لمن لم يحاطوا به خبرا ، هو زول ( وهمي) و ( اطقش) ، كان جالسا ذات وجبة غداء على الأرض مع أبيه وإخوته،فانقطع حبل (عجل) حنيذ ابقي عليه رغبة في ذبحه ( كرامة وسلامة ) لعودة أبيهم الحاج مختار من الحج ، الذي ما كان منه إلا ان صاح في أبنائه — خوفا على صينية الغداء — ان اربطو العجل ، فهم عوض ( الاطقش) لربط العجل ، فطاحت رجله بصينية الغداء وتطايرت مكوناتها في الهواء ، وانفلتت (سفنجته) في صحن دمعة الدجاج ، و(داست) رجله على بطن الحاج مختار الذي صاح في بنيه وجلا جاحظ العينين ..(العجل خلوه..اربطوا العوض)..!!
وانا الان اقولها بكل وضوح اذا ما كنا حريصين على وصول ثورة ديسمبر إلى مبتغاها بتشكيل دولة السلام والحرية والعدالة ،ان( تخلو) (العجل ) ( تربطو) الحزب (الشيوعي ) .
ففي تقديري انه الخطر الحقيقي على ثورة ديسمبر المجيدة ومستقبل البلاد ، ولابد من وضعه في حجمه الحقيقي ، حيث
لايبدو لي أن قيادات الحزب الشيوعي العجوز تتمتع بالحد الادنى من العقلانية والموضوعية في مخاطبة قضايا الوطن ، بل وقضايا الحزب خاصة تلك التي حالت وتحول دون استقطاب عناصر جديدة لعضويته المتأكلة بفعل (دابة) الاقصاء والاحادية التي تسيطر على عقلية تلك القيادات المتكلسة .
ولا يستقيم عدلا ولا منطقا ان نرهن مستقبل البلاد والعباد إلى قيادات عاجزة عن ترميم حائط الحزب المنهار.
وربما كان هذا التقييم السالب عن الحزب العجوز وقادته الحاليه ، ما دفع برئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك الى محاولة التفكير خارج الصندوق والاستفادة قدر الامكان من شيوعيين (مودرن) ، امثال الشفيع خضر وحاتم قطان المغضوب عليهما والمبعدان من الحزب منذ العام 2016 ..!!
وما حدث في تجمع المهنيين السودانيين قائد مشعل التغيير في السودان ابلغ دليل على ما ذهبت اليه و(التجمع) ينشطر الان بفعل مؤامرات الحزب العجوز الى مجموعات متشرذمة ومتناطحة ، هؤلا من شيعة الاصم والتاج ( ابشعر) وهؤلا من شيعة الحزب الاحمر العجوز ، ولا عزاء للثورة والثوار.
وكلنا تابع حرب الاتهامات التي اشتعلت بينهما ، على خلفية انتخاب قيادة جديدة للتجمع مطلع مايو الماضي ، خلت من احد ابرز ايقونات الثورة د. ناجي الاصم واحمد ربيع ..!!
واتهمت مجموعة االاصم الحزب الشيوعي باختطاف (تجم) وتسخيره لمصالح حزبية ضيقة، وأهداف مناهضة لثورة ديسمبر وتفتيت وحدة قوى الثورة.
الأصم، في مؤتمر صحفي اكد إن محاولات هذه المجموعة بدأت في فبراير العام الماضي، قبيل إسقاط نظام الرئيس عمر البشير، لكنه اشار الى انهم حرصوا على ان لا تتفجر الأزمة وتذهب بريح الثورة ..
ولم تنج لجان المقاومة ولجان الاحياء في المركز والولايات من ممارسات وكيد الحزب العجوز الذي سعى بكل قوته لاحكام سيطرته عليها ، وحينما فشل في مسعاه (التمكيني) والأطباق عليهما ، بدأ في زرع الفتنة بين لجان الاحياء ولجان المقاومة لاضعافهما ومن ثم العودة لأحكام سيطرته عليهما.
وعلى مستوى الحكومة التي يحوز فيها الشيوعي على الاغلبية دون بقية قوى الحرية والتغيير شريكه في الثورة رغم تضائل عضويته وضعفها ، يبدو المشهد كمسرحية (ملهاة ) ، يمثل فيها الحزب الشيوعي الحكومة والمعارضة في أن واحد ، منفذا لما يعرف بالخطة (جوطة) ، و (التشيطن) على من معه في الحرية والتغييبر ، رغبة منه في بسط سيطرته على كل مفاصل الدولة
(زندية وحمرة عين) معتمدا على ابواقه ومطبليه في مواقع التواصل الاجتماعي ، وقدرته على تصفية خصومه عبر حملات اشانة السمعة والتزوير وتلفيق الاكاذيب .
وليس خافيا على احد عدم رغبة الحزب العجوز في اشاعة الديمقراطية والالتزام بها بسبب قلة عضويته وانحسارها، حيث تشير الوقائع إلى ان ( الشيوعي ) طوال تاريخه السياسي لم يفز بأي دائرة قومية أو ولائية على مر تاريخ السودان الانتخابي .
وعرف الحزب العجوز بانتهازيته وسرقته للثورات ، وهو ما يحاول القيام به تجاه ثورة ديسمبر المجيدة وادعاء انه مفجرها وموقد شعلتها..!!
وإذا ما أردنا المحافظة على مكتسبات ثورة ديسمبر في تحقيق الديمقراطية لننعم بدولة ( السلام والحرية والعدالة ) ، لابد من ربط ( الشيوعي) لا العجل.