طيف أول :
لأشي يهزم الحقيقة فمهما يبتلعها الوهم سيلفظها على شواطي اليابسة، وسيشفى الجرح بورق يقطين السلام قريبا بعد أن عاش صاحبه وحشة ظلمات ثلاث !!
وأتفقت بالأمس المواقع الإلكترونية التابعة للنظام البائد على توقيت واحد لنشر خبر عنوانه “قائد كتائب البراء بن مالك يبشر الشعب السوداني بقرب حسم المعركة” حيث أعلن المصباح أبوزيد عن أن المعركة في خواتيمها وأن بشريات الإحتفال بالنصر قريبة جدا لم يتبق منها إلا القليل).
وهو خبر في ظاهره جيد ويؤكد أن الحرب أنتهت وأن القليل المتبقي يعني بعض الترتيبات الميدانية لطالما أن المصدر هو أحد قادة الحرب
ولكن معلوم أن البراء لايخرج إلا لسببين،أما أنه يريد أن يسرق نصرا حققه الجيش على الأرض اوليهزم رغبة جديدة في التفاوض
وتصريحاته تأتي بقصد وليس صدفة
ولكن “حدوتة” قرب الحسم اصبحت أشبه بحكاية ماقبل النوم، أقصد ماقبل الموت فتارة يخرج العطا لروايتها وتارة المصباح ، تبادل أدوار وتأتي بعد كل بشرى مجزرة تُرتكب في حق المواطن
وظاهرة البشريات المغشوشة هي واحدة من الأدوات التي ساهمت في تحطيم وتهشيم رأس العلاقة بين الشعب والجيش لأنها تقوم على أساس غير منطقي فالحديث عن النصر القريب يجب أن يسبقه تحرير للمناطق والمدن والمقار التي تحتلها قوات الدعم السريع فمثلا لو إستطاعت قوات البراء بن مالك الدخول الي العاصمة الخرطوم مركز المقار العسكرية و الحكومية المهمة فهذا يعني بحسابات المنطق نصر كبير يمكن أن يستدعي الرغبة بالتبشير عند البراء ويدفعه ليزف البشرى لأن هذه الخطوة بلاشك ستعقبها سيطرة على موقع آخر ، ويلازمها تقدم ممتاز، ولكن كيف يطلق البراء وغيره من القيادات المنوط بها عملية العزف على وتر العاطفة عند الشعب وعدا دون أن يعضده تقدم ميداني ملحوظ، أم أنهم مازالوا يمارسون لعبة الورق المكشوف على المواطن
واستغلال الشعب بكذبة اسوأ عليه من القتل بالطلقات لأنه يؤثر نفسيا بشكل كبير على الصحة العقلية والبدنية وقد يقتل الشخص أكثر من مرة
وبلا شك أن هذا التأثير معنويا يقطع حبال الود بين المستمع والمتلقي الأمر الذي يتسبب في حالة نفور بين الطرفين
والبراء هو المبشر بالنصر للمتظاهرين في لندن الذين سيتم ترحيل عدد منهم من قبل السلطات البريطانية الي بورتسودان عندما كتب مهنئا ومباركا الخطوة ليُصّدر دون شعور العنف الإخواني خارجيا وهو ذاته الذي تسبب من قبل في ترحيل عدد من السودانيين من المملكة، وهو المبشر من عطبرة في صالة الإفطار فلاحقته المسيرات وقتلت عدد من المواطنين الأبرياء فهو أما أنه لايدري بمايدور حوله ويبشر من منازلهم ، او انه واحد من القادة المكلفين بتجارة بيع الوهم للشعب السوداني
فالواقع البين لعامة الناس لاتحدده التصريحات ولكن الوقائع على الأرض هي التي تؤكد أن لاحلولا عسكرية تلوح في الأفق ولكن قد تكون هناك احتمالات للإستجابة للحل السلمي بجهود دولية وهذه التحركات ايضا كما ذركنا هي واحدة من الأسباب التي تجعل البراء وربما العطا ليبشرا بالنصر حتى يتم تثبيط همة المؤسسة العسكرية، فكيف لها أن تقبل التفاوض والحرب في خواتيمها!!
وقد تقصد الفلول أن يكون البراء هو الشخص المبشر لأن هذا قد ينطلي حتى على قيادة الجيش نفسها التي لاعلاقة لها بالميدان فعندما تسمع تصريحات البراء تظن ان النصر يطرق بابها وهنا تتراجع عن خطوات السلام وتحتضن السلاح وتواصل في قرار إستمرار الحرب حتى النهاية.
ولو أن حديث البراء بغرض تكسير مجاديف السلام فهذا يعني أن القادم ليس نصرا عسكريا، لكنه حلا سياسيا وبالأمس تحدثنا عن أن ترميم الحكومة يكشف ترتيبا خارجيا قادم ، وكان لابد للبرهان ان يستقبله بإطار وزاري يشعره بوجود حكومة تساعد نفسها في ظهور سياسي مقبول
وبالإمس سلم نائب وزير الخارجية السعودي الفريق عبد الفتاح البرهان رسالة خطية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزير يدعوه لزيارة المملكة العربية السعودية
ومن قبل تحدثنا عن المهلة التي طلبها البرهان في زيارته الي الولايات المتحدة الأمريكية والتي طالب فيها بالمزيد من الوقت حتى يعتدل ميزان المعارك ويتم تقسيم الأرض ، ومن بعدها يذهبوا الي التفاوض قد تكون أنتهت سيما أن السباق الأمريكي لم يتبق منه سوى إعلان الفائز فدعوة المملكة للبرهان بإعتبارها احد طرفي الوساطة الأساسيين هي مبادرة تدعم المضي قدما في الحوار وليس في الحرب
لذلك فإن خطوات الجيش نحو السلام هي اقرب من خطوات البراء للوصول لمقر عسكري في الخرطوم.
طيف أخير :
#لا_للحرب
قالت الأخبار أن وزير الصحة في الحكومة الإنقلابية زرف الدموع أمس وهو يناشد المنظمات الدولية العاملة لمساعدة النازحين من الجزيرة
وغريب ان الوزير احد المشاركين في هذه الحرب والداعمين لإستمرارها وشريك اصيل في وزرها
فمن موقعه الحكومي يمكن ان يساهم في إنقاذ شعبه بوقف الحرب او يستقيل من منصبه بدلا من زرف الدموع
( الببكيك شنو)!!