مع وصول رؤساء بعض الدول الإقليمية للعاصمة السعودية الرياض للقمة المنعقدة لمناقشة حرب غزة، من بينهم الرئيس ديبي وإعلان آخر عن مشاركة أردوغان هل هي خطط لمعادلة جديدة في المشهد يقوم بها التكتل الإخواني لتدخل جديد في حرب السودان؟
في خضم مؤامرة حكومة بورتسودان زعزعة أمن تشاد كرد تأديبي هجومي بعد إتهاماتها لتشاد بدعم قوات الدعم السريع، فبعد ما رشح في الأخبار عن دعم وزير مالية البرهان للجماعة الإرهابية بوكو حرام بتشاد وخروج ديبي بالجيش التشادي يقوده شخصيا وتوجيه ضربات لجماعة بوكو حرام على الحدود مع نيجيريا يبدو أن اللعبة قد إشتعل أَوارها وأن (الإخوانجيين) قد بدؤا بخط جديد من الدفاعات الخفية واللعب على كروت الضغط تجاه تشاد التي تمثل أهمية للحدود الغربية دارفور، بل الأكثر انها تمثل إمتداد الثروات التي تبدأ من السودان فيبدو أنها الهدف الجديد بكل ما فيها من إحتياطي للبترول والذهب والمعادن، فهل هو مؤشر أن المدى سيطول من الحرمان من خيرات السودان!؟.
فمن الواضح أن وصول ديبي للرياض له ما خلفه وسنرى معادلة جديدة للمشهد، خاصة أن هناك جانب آخر يمثله الجانب السعودي بعد الهجوم الأخير منه على رئيس تنسيقية تقدم د. عبدالله حمدوك إثر تصريحاته بلندن عن أن السعودية تساهم في تأجيج الصراع المحتدم لحرب أبريل، لكل ذلك إجتماع السعودية ومصر وتشاد وتركيا خامسهم على هامش قمة غزة له أبعاد رسمت سابقا، وسواء كان البرهان ماض في خطة تقسيمه للبلاد مع اللوبي الإخواني المتكتل خلف مصالحه معه أم ستنتهي تلك الآمال بهم إلى مزبلة التاريخ، يبدو أن الحسابات إتجهت للواقع وان سيطرة الدعم السريع على دارفور وكردفان والوسط أمر حتمي بالمعطيات الجديدة للواقع وأن أخف الضرر هو تحجيم قدراتها وحركتها بشل حدودها المتاخمة لتلك الأقاليم خاصة وان الإستباق كان حليف الجارة إثيوبيا التي تشارك يوغندا وجنوب السودان المصالح ضمن إطار حوض النيل وإتفاقياته، فكانت ضربة موجعة تحاول مصر تخفيف ألمها.
ورغم عن كل ما تم رسمه أتى ترامب وربما يكون وصوله للبيت الأبيض مسار تحول عميق في مخططات دول الإقليم فرسائله واضحة أن لا للإرهاب وهي الرسالة القديمة المتجددة، ولهذا تضع هذه الدول مجتمعة نفسها عرضة العقوبات الأميركية في حال وقفها حجر عثرة أمام تحقيق السلام في الحرب السودانية، وقد جاءت تصريحات متفرقة عن سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط وهي وقف الحروبات في المنطقة بل دفع برسالة مباشرة لقطر بوقف دعمها لحركة حماس وإبعاد قيادييها عن أرضها، ولا نحتاج أن نقول “وإلا ماذا سيفعل ترامب” فمعلوم تشديده على السياسة والمصالح الأمريكية.
لقد أصبح إقليم البحر الأحمر قاب قوسين من خيارين لا ثالث لهما إما سلام وإقتلاع المخططات التي أستشرفها وأشرف عليها (الإخوانجيين) أو أنها أحداث ستعصف بالجميع.
سوما المغربي
نوفمبر ٢٠٢٤