عبد الرحمن الكلس
كل من استمع إلى خطاب قائد الجيش الفريق أول “مسيلمة”/ عبد الفتاح البرهان، أمام مؤتمره الاقتصادي الذي أقامه في بورتسودان – أمس – لا بد أنه قد اندهش من حمولة خطابه الثقيلة بالأكاذيب والضلالات و(المِحن). وأولها، زعمه أن هذه الحرب شارفت على النهاية. هذا كلام مكرور مللنا من سماعه، داسته التجارب بالأحذية، وقد ظل يردده منذ اليوم الذي أطلق فيه كيزانه الطلقة الأولى وأعلنوا الحرب على السودان قبل نحو 19 شهراً، تحت شعار: تحرير شامل أو تدمير كامل، فاختاروا الأخير عند عجزهم عن تحقيق الأول!
ما يهمني في خطاب هذا الفريق المسيلمي أمران: أولهما، حديثه عن رفضه للإملاءات الخارجية وعن الحفاظ على سيادة البلاد، وهو حديث يضحك الثكلى من فقدان عزيز لديها. فعن أي سيادة يتحدث هذا الهمبول الكذاب؟ مسكينة سيادتنا التي يمثل خائن وعميل وجبان وكذاب مثله رمزها! شخص أشعل حرباً ثم ولى دُبره وهرب من عاصمته إلى ساحل البحر الأحمر، ولا تزال نصف مساحة البلاد خارج سيطرته، وأكثر من نصف الشعب مشرداً، نازحاً هائماً على وجهه داخل البلاد أو لاجئاً خارجها. وما يزال السواد الأعظم من الشعب يعاني الجوع والفاقة وانعدام الأمن والصحة والتعليم، ولم تضع الحرب أوزارها بعد.
أما عن الإملاءات الخارجية التي قال إنه يرفضها، فحدث ولا حرج. انظر لترى من هو الطرف الذي ينفذ هذه الإملاءات حرفياً، إلى حد أن بعض الدول صارت تمنحه المال مقابل قيامه بمهمات داخل وطنه وضد سيادته وشعبه!
ودولة أخرى تصدر له القرارات وتعيّن له الوزراء، وتذل شعبه اللاجئ، وتتغول على حدوده البرية والبحرية وتضمها – يا إلهي – ولها حق الاعتراض على أي قرار يصدر عن هذا المعتوه. فعن أي سيادة وعن أي إملاءات يتحدث هذا المعتوه؟!
في غالب الأمر، يريد عبد الفتاح البرهان ومن معه من جماعة الإخوان “المؤتمر الوطني”، أن يقسموا البلاد مرة أخرى، وهذا هو الأمر الثاني وربما المؤكد. حيث تطرق الرجل في خطابه المتضعضع الهش إلى رفضه لانعقاد مجلس شورى حزبه (المؤتمر الوطني)، معللاً ذلك بأنه لن يقبل عملاً سياسياً يُهدد وحدة البلاد. هذا أمر مثير للسخرية ومحفز للشتيمة. فعن أي وحدة للبلاد يتحدث، وهو والجناح الذي ينتمي إليه في حزب المؤتمر الوطني، جناح كرتي (علي عثمان طه وأحمد هارون) ضد جناح نافع (إبراهيم محمود ومحمد عطا)؟ والجناح الأول الذي يتبعه يتبنى فكرة دولة ما تُسمى بـ”البحر والنهر”، بينما الجناح الثاني يملك مقاتلين على الأرض، يمكن أن يشكلوا شوشرة تحدث انقساماً. ومن هنا يمكن تفسير خشية البرهان وقلقه، لأن هذا سيُثير حفيظة كتائب ومليشيات إسلامية عديدة تحارب بالنيابة عن الجيش، مثل البراء والعمل الخاص وهيئة العمليات وغيرها.
فلو أظهر البرهان ميلاً واضحاً نحو كرتي وزمرته، سيخرج عليه صبية الكتائب والمليشيات. لذلك حاول ابتزاز عواطفهم وتغبيش وعي الشعب السوداني بعبارته الركيكة: “المقاتلون في الميدان لا ينتمون لأي جهة، لا المؤتمر الوطني ولا غيره، هم سودانيون فقط”!
يا رجل، قل غيرها! فالجميع يعرف، بما في ذلك الرجرجة ورعاة الضأن وشيبة ضرار وترك ومناوي والتوم هجو والدهماء وما أكل السبع، أن تلك المليشيات تابعة للحركة الإسلامية وحزبها “المؤتمر الوطني”، وتقاتل بجانب الجيش (الذي لا يقاتل أصلاً) بهذه الصفة. وهم أنفسهم يقولون ذلك صراحة وعلانية، ويرفعون شعار حزبهم وينشدون أناشيد حركتهم الإسلامية. ثم تأتي أنت متأخراً جداً، كعادتك، وتريد أن تقلب الطاولة على قادتهم وتنسبهم إليك.
يا رجل، “أرعَ بقيدك وانتبه”، وترفق بعقول هذا الشعب، فلن تتمكن من خداعه مرة أخرى
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10