لندن: العرب الدولية: 22-11-2024
تُلقي الخلافات التي برزت على السطح مؤخرا بين أجنحة حزب المؤتمر الوطني المنحل بظلالها على الجيش السوداني وسط مخاوف من تدحرج تلك الخلافات وتحولها إلى صراع مسلح، ما سيشكل تهديدا لتماسك الجيش في الوقت الذي يطمح فيه لاستعادة البعض من توازنه ميدانيا أمام قوات الدعم السريع.
تصريحات البرهان دليل خلاف:
تعكس تصريحات قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، بشأن الخلافات داخل حزب المؤتمر الوطني المنحل، الذراع السياسية للحركة الإسلامية، حجم القلق من تداعيات ما يجري داخل الحزب على الجيش وتماسكه.
ونجح حزب المؤتمر المنحل في استعادة السيطرة على مفاصل القرار في الجيش السوداني، وتوجه اتهامات لقيادات الحزب بأنها من تقف خلف اندلاع الحرب بين المؤسسة العسكرية وقوات الدعم السريع والعمل على استمرارها إلى حين تثبيت معادلة جديدة تعيدهم إلى السلطة.
انتخاب هارون مطلوب الجنائية:
وبرزت الخلافات مع انتخاب “مجلس الشورى”، وهو هيئة مختلف حول مشروعيتها، أحمد هارون، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية رئيسا للمؤتمر الوطني، مع اعتراض التيار الذي يقوده رئيس المكتب القيادي إبراهيم محمود، وتحذيره من خلافات قد تؤدي إلى انقسام الحزب.
وقال البرهان، الثلاثاء، إن مساعي انعقاد مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني “مؤسفة ومرفوضة”، وشدد على أن قيادة الدولة لن تسمح بأي تحركات سياسية تهدد وحدة البلاد والمقاتلين في الميدان.
حضر الاجتماع الذي نصب أحمد هارون رئيسا للحزب (عقد الخميس) بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل، الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، ونائب الرئيس الأسبق علي عثمان محمد طه، والقيادي أسامة عبدالله.
العودة للسلطة:
وأوضح المصدر ذاته لـ“العرب” أن الخلافات تعود لقناعة تيار واسع داخل الحزب بقدرة الإسلاميين على استعادة السلطة في السودان بشكل كامل، ومع أن هناك تيارا ضعيفا يرى أن السودان دولة فاشلة، غير أن الرغبة في الاستيلاء على الموارد وممارسة أدوار لخدمة قوى معينة تفاقمان الصراع.
ولفت إلى أن الخلافات داخل المؤتمر الوطني قديمة وتنشأ من الصراع على السلطة والثروة، وما يحدث الآن انعكاس لما تشهده مدينة بورتسودان التي تتخذها الحكومة مقرا لها مع تباعد الهوة بين مجموعات تتوافق على دعم الجيش، وتختلف حول تقسيم الغنائم والمكاسب والرغبة في السيطرة على الموارد التي يحتاجها العالم الخارجي.
تناحر اجنحة:
وأكد المحلل السياسي السوداني مرتضى الغالي أن اختلاف أهداف التيارات المتناحرة داخل الحركة الإسلامية انعكس على حزب المؤتمر الوطني، وأن الصعوبات التي واجهت قيادات الحزب لإعادة ترتيب الأوراق مع وجود قيادات بالسجون ويخضعون لمحاكمات وآخرين جرى إطلاق سراحهم ويتواجدون في ولايات متفرقة، وتيار ثالث بالخارج، كلها دفعت ليكون الصراع علنيا هذه المرة، لأن قيادات الحزب ترى أن خطر عزلها عن المشهد العام زال مع الانغماس في الحرب الدائرة حاليا.
السيطرة على مفاصل الدولة:
وأضاف الغالي في تصريح لـ“العرب” أن تواجد عناصر الحركة الإسلامية في مؤسسات الدولة، بما فيها الحكومة المدنية والولاة وأجهزة الأمن والاستخبارات والسيطرة على القرار داخل الجيش، يجعلها تعتقد أن السلطة عادت إليها، والمشكلة في عدم القدرة على تحقيق انتصار عسكري في مواجهة الدعم السريع، بالتالي فالخوف من الطرف الآخر يجعل الإسلاميين يستعجلون الحصول على المكاسب السياسية وترسيخ حضورهم، وتنشب الخلافات حول طرق وآليات تحقيق هذه الأهداف.
تيار إبراهيم محمود أقرب للجيش:
وأوضحت المحللة السياسية السودانية شمائل النور أن استقبال حكومة الأمر الواقع في بورتسودان لإبراهيم محمود الذي عاد من تركيا مطلع نوفمبر الجاري، يشي بأن هذا التيار أقرب لقائد الجيش، وأن الجنرال البرهان اعتاد اللعب على توظيف المتناقضات بين المجموعات التي تدعمه، غير أن ذلك قد يمهد ليتحول الخلاف إلى صراع ممتد.
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10