علي أحمد
مرت قصة وزير خارجية سلطة البلهاء في بورتكيزان الجديد، والذي لا تجد أخباراً مثيلة لحكاياته الجريئة التي دشنها للإعلام قبل أدائه القسم وزيراً، إلاّ في كتاب “المستطرف من كل فن مستظرف” لبهاء الدين الأبشيهي. وفيه تجد أيضاً أخبار وزير (الكلام) وبوق السلطان من بلاد السودان، المدعو خالد الإعيسر، الملقب بالوزير المجان، لأنه – كما قال – لم يتسنم وظيفة في حياته بأجر مقطوع وراتب مدفوع، دائماً يعمل (سخرة) كعبيد القرون الوسطى؛ خدمةً وتقديساً لسادته الشعب والوطن!
هذا الرجل الشمالي (أي الإعيسر)، استغفل الوقت وخدع الزمن وأصبح وزيراً للإعلام على حين غرة، مستغلاً هوجاء الحرب وغوغائيتها وهبل وخبل قائد الجيش الافتراضي الذي يتواجد في السوشيال ميديا أكثر من تواجده في مكتبه، ويتأثر بها. فأتى بوزراء من عالم الخيال، مثل وزير خارجيتهم (الخازوق) الذي رأيناه وهو في هزو عظيم و(شلهتة) في برنامج أحمد طه المخصص للسخرية من وزراء وسياسيي الغفلة، ويستحقون، ورب الكعبة ورافع السماء وواضع الأرض يستحقون.
“خالد الإعيسر” في لقائه الأخير بأحمد طه، المليء بالأكاذيب، كذب بشأن جنسيته البريطانية. فهو فعلاً لم يُجب على السؤال، وحاول خداع الجمهور بالذهاب إلى أمور أخرى لم يُسأل عنها. وهذه المخادعة تعني “الكذب الاحترافي”. فالرجل كان يملأ الفضاء ضجيجاً وزعيقاً ونعيقاً في وصف بعض وزراء حكومة عبد الله حمدوك بأنهم يحملون جنسيات أجنبية في سياق القدح في أهليتهم بتولي الوزارة. وهو الآن – إذا كان هناك قانون يمنع – في نفس (وضعيتهم). فلماذا لا يتقدم ويجيب أو يتقدم باعتذار، ليس للمسؤولين وإنما للجمهور الذي كان يدغدغ مشاعره بمثل هذه الادعاءات؟
كان “أحمد طه” يتبسم “كنارِ القصب” عندما تحدث هذا المعتوه عن خبراته الإعلامية المُدعاة فيما وصفها أنها من أرقى المؤسسات الإعلامية العالمية. فإذا به يعددها، ونكتشف أنه ليس فقط لا يعرف معنى الإعلام، بل حتى لا يعرف معنى الإعلام! فهو يتخيل أن وجود الشخص كضيف في القنوات التلفزيونية يجعل منه إعلامياً وخبيراً. وإنا لله، فقد قال إنه عمل في “الشرقية نيوز”، هل سمع بها أحدكم؟ ثم قال إنه عمل في “العرب الدولية”، وهذه صحيفة هواة. لا أعرف متى أُدرجت هذه ضمن المؤسسات الإعلامية، دعك من كونها راقية؟! ثم كذب بشأن عمله في “الشرق الأوسط”، وهذه صحيفة عربية ذات سمعة لا بأس بها، ولكنها ليست إعلامية، وهو لم يعمل بها مطلقاً. وإن أصر على كذبه هذا، فليخبرنا الآن، متى عمل بها؟ وليأتِ بنماذج من أخباره وتقاريره وتحقيقاته ومقالاته وحواراته؟ يا له من كذاب أشر، هارج صارخ ناعق!
تاريخ هذا الكوز المستتر المعتوه أنه عمل مديراً في قناة رياضية سودانية مغمورة اسمها قناة النيلين لعدة شهور، وقد أبلى بلاءً حسناً في تدهور أدائها وترديه أكثر مما كان عليه، وقدّم استقالته منها على الهواء مباشرة بطريقة كوميدية فضائحية – كما هو حاله – بسبب خلاف في عمولات متعلقة بحقوق بث مباراة لنادٍ سوداني ضد نادٍ يوغندي!
هذا رجل كذاب لا يمتلك الحد الأدنى من الخبرات الإعلامية أو الأخلاق، وإنما هو بارع في الصراخ والتهريج وإصدار الأصوات المزعجة حتى لقبه رهطه من الكيزان والبلابسة بـ”السوخوي”. وبدلاً من أن يُعيّن وفقاً لهذا اللقب في قاعدة وادي سيدنا الجوية، أتوا به قائماً على مكب زبالتهم الذي يسمونه إعلاماً!
أمر مهم آخر تباهى به الرجل في اللقاء، إذ قال إنه عمل في تلك القناة الرياضية المغمورة مجاناً، ثم أردف أنه لم يفاوض حكومة بورتكيزان فيما يتعلق بمخصصاته كوزير، وأنه ربما سيعمل أيضاً دون راتب. وهذا يعني ببساطة أنه حارٍ ومتعشٍ – (لص وفاسد) – ينبغي تجنبه، وأنه يريد الاستوزار لينهب ميزانية الوزارة. وإلا من أين سيأكل ويشرب ويلبس ويسكن، ومن أين يعول أسرته ونفسه؟
كيف يمكن لهذا العيي المعتوه أن يقنع طفلاً غريراً بأنه يعمل بدون أجر؟ هل هو من أسرة ثرية ورث عنها أموالاً ضخمة، حتى أنه يرفض تلقي راتب نظير عمله مديراً لقناة (اللعب) ولوزارة (العبث)؟ يا رجل، يا فاسد، قل الحقيقة.
الأهم مما مضى كله، أن قناة الجزيرة مباشر وبرنامج أحمد طه على وجه الخصوص مخصصان لاستضافة المحللين السياسيين من الدرجة الثانية والثالثة، فيما الجزيرة الأم مخصصة لاستضافة المحللين من الدرجة الأولى والوزراء والرؤساء. لكن وزراء الغفلة في زمن البرهان يهرعون ويفرحون بالاستضافة، حتى لو كانت الدعوة من بودكاست (ولد الكابلي).
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10