علي يحي حمدون الداقس يكتب: هيستريا المنافقون ما بين”فيتو” غزة والخرطوم

نسايم الدُغش

علي يحي حمدون الداقس

هيستريا المنافقون ما بين “فيتو” غزة والخرطوم

في الأسبوع الماضي أستخدمت روسيا “الفيتو” لإجهاض مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا وسيراليون والذي يهدف لوقف فوري للأعمال العدائية في السودان وأن يلتزم الأطراف بإبداء حسن نوايا لحوار من شأنه أن يسمح بالمضي قدماً نحو خفض التصعيد، تمهيداً للوصول لوقف فوري لإطلاق النار، كذلك دعا القرار الدول الأعضاء الي تجنب أي تدخل خارجي يُثير الصراع وعدم الإستقرار…

كل هذا يُقرأ من زاوية التقارب الروسي مع حكومة الأمر الواقع في بورتسودان وقد فرِح المتأسلمون فرحاً هستيرياً لفشل مشروع القرار ولأنهم بكل بساطة هم من أشعلوا حرب الخامس عشر من إبريل، وأن أي إتفاق سلام قادم سوف يبعدهم عن المشهد السياسي والي الأبد، لذلك يسعون الي تأجيج الصراع وصب الزيت علي نار الفتنة التي أيقظوها…

لم يمر ذاك الإسبوع إلا وإستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الدولي في مواجهة القرار الذي تقدمت به الدول العشرة غير دائمة العضوية في مجلس الأمن والذي يُطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة…

الغريب في الأمر أن البلابسة والمتأسلمون المنافقون فرِحوا لإعتراض روسيا علي قرار يدعو الي حماية المدنيين ووقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وعدم التدخل في الشأن السوداني، ونفس البلابسة والمتأسلمون حزِنوا علي إستخدام أمريكا للفيتو ضد قرار يُطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة…

فعلاً أن المنافقون يُظهرون خلاف ما يُبطنون، وأن أقوالهم تخالف أفعالهم…

أي تناقض، وأي نفاقٍ هذا، وأي حقد ذلك الذي يضمره هؤلاء المتأسلمون ضد الشعب السوداني؟

ولسان حال المنافقون يقول نحن مع وقف إطلاق نار غير مشروط في غزة وضده في السودان، ومع تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الي غزة وضدها في السودان، وأنهم يدعمون قرار حل الدولتين في فلسطين، ومع بل بس في السودان، كما لو أن الدم في غزة أثمن وأغلي من الدمِ في السودان…

أليس من الأوْلي أن تُوقف قصف المدنيين العُزل بالطيران لتحافظ علي ما تبقي من دماء الشعب السوداني، من ثم تتحدث عما يجري في غزة.

هؤلاء تخّطوا مرحلة النِفاق، فإن كان المنافقون في الدرك الأسفل من النار فهؤلاء سيكونوا أسفل مكانةً من فرعون وهامان والنمرود لعنهم الله…

فما بين حق الإعتراض الدولي ” الفيتو”…. تضيعُ الشعوب

سنلتقي بإذن الله…