قد يبدو هذا اليوم او غدا مناسباً للإعتراف
والأجل يهمس الآن وهو يعد الدقائق الواقفة على ناصية الوقت
فبالرغم من أن العقارب تنبض بخيبة مُصاغة
لكنها قد تكون خيبة وداع تُعلن موعد النهايات !!
وماجاء على صحيفة التيار بقلم الأستاذ عثمان ميرغني أن مجلس السيادة الإنتقالي أعلن عن دعوة للقوى السياسية السودانية كافة لمؤتمر يعقد في منتجع ” أركويت” بولاية البحر الأحمر، والدعوة لا إستثناء فيها تشمل الأحزاب في تحالف “تقدم” والحزب الشيوعي والبعث و الكتلة الديمقراطية والمؤتمر الوطني والاسلاميين عموما وغيرهم ويمنح مجلس السيادة ضمانات بعدم الملاحقة أو المساس بأي شخص مهما كان وضعه و تجميد الإجراءات القانونية التي أعلن عنها قبل عدة أشهر النائب العام ضد بعض السياسيين والناشطين والصحافيين) لتبحث القوى السياسية بندا واحدا هو تشكيل المجلس التشريعي “البرلمان” من العدد و نسب وشروط التمثيل الذي يتوافق عليه المجتمعون الخ..).
فقراءة الخبر من مطبخ الأخبار قبل إعداده للنشر تكشف عن ورطة البرهان التي يعيشها الآن بعد علمه وإدراكه لما يحويه صندوق الحل المطروح على الطاولة الخارجية ، وهو الذهاب الي إتفاق سياسي يوقف الحرب ولكنه لايتوقف عند هذا ، بل يُنذر البرهان بمغادرة مقعده
بموجب تكوين جيش جديد من القوتين لايقوده أحد قادة طرفي الحرب
هذا بجانب أنه ايضا يوضح حاجة البرهان الملحة لغطاء سياسي يجنبه الملاحقة الدولية
ويضمن له الإقامة في دولة أخرى
ويجب أن لاتستجب تنسيقية القوى المدنية لدعوة البرهان إن تقدم بها مباشرة او سربها للإعلام
فعدم الإستجابة لقيادات تقدم لدعوة الجنرال يجب ان تكون واضحة وصريحة تأتي عبر رفض رسمي للدعوة دون تردد وذلك لعدة أسباب مجتمعة
اولها : الدعوة ليس القصد منها وقف الحرب التي هي آخر اهتمامات البرهان فإن كان هذا هو هدفها لإستجاب البرهان لدعوة تقدم منذ شهور قبل أن تقتل الحرب الآلاف من ابناء الشعب السوداني
ولكن أصر البرهان أن يواصل في حربه دون شعور بحجم الكارثة الإنسانية التي يعانيها المواطن ووقف الحرب أمر يجب أن يسبق تشكيل البرلمان
ثانيها : لماذا فكر البرهان الآن في البرلمان متأخرا وفي هذا التوقيت !!
لانه وصل الي طريق مسدود فهل قضية السودان الآن وأزمته هي البرلمان !!
فالدعوة تأتي بعد أن جدد الإتحاد تجميد عضوية السودان فالاتحاد الأفريقي من قبل ساعد في عدم القبض على البشير بحجة انه كان يمثل “رأس الدولة” فهذا مايريد البرهان الوصول اليه الآن تشكيل برلمان يعطيه الشرعية وينصبه رئيس لأن رئاسة مجلس السيادة منصب صوري لن يحميه
ثالثها : أي حضور في جمع يخاطبه البرهان بعد الناتج الذي خلفته الحرب يُعد خيانة للوطن والمواطن ويمنح البرهان شرعية الضمان الداخلي الذي يريد أن توفره له القوى المدنية
رابعها : تقدم كانت ولازالت تقف في الموقف الصحيح وساهمت كثيرا في الضغط على طرفي الحرب خارجيا وان دعوة البرهان لها هي بمثابة إنهزامه أمامها سيما أنه دمغها من قبل أنها الذراع السياسي لقوات الدعم السريع
لذلك يجب ان تواصل تقدم في مابدأته حتى تحقق اهدافها وضغطها على الجنرال عبر المنظمات الدولية والعدلية وهذا هو حبل المسد الذي يخنق الجنرال الآن
وماحصلت عليه تقدم من تقدم خارجي يجب أن لاتنسفه بعودتها الي الداخل حتى تصل الي وقف الحرب لأن الداخل هو ميدان خصب لموسم حصاد الأرواح ، لايقبل شدو وتحليق حمامات السلام على أرض مازال يغطي السماء فيها دخان البارود
خامسها : العفو العام الذي ينوي البرهان منحه لقادة تقدم هو أول خطوة في توريطها وزجها في بئر خطيئة الحرب فالذي يمنحك العفو يؤكد أنك كنت مذنبا ، حتى ان الجنرال عندما نفى مرغما انه لم يقدم دعوة للقوى السياسية قال يحب ان يعلنوا عن توبتهم أي انهم مذنبون وهذا هو ” الفخ” الذي يريد البرهان ان تقع به تقدم وبقية القوى المدنية الداعمة وقف الحرب و التي نأت بأيادٍ بيضاء لم تلوث بدماء الأبرياء
من الشعب السوداني، لهذا فإن البرهان يبحث عن ضمانة سياسية تحت غطاء القوى المدنية حتى تمكنه من الإفلات من العقاب فالحل القادم يزيح البرهان من مقعده مع قائد الدعم السريع وستلاحقهما المحكمة الجنائية فقائد جيش تسليمة وملاحقته والقبض عليه دوليا اسهل بكثير من رئيس حكومة ببرلمانها فيجب أن لا يُمنح البرهان هذا الغطاء وان تتركه القوى السياسية يواجه مصيره
وقد ترى بعض القوى السياسية داخل تقدم انها يجب أن تستجيب للدعوة لطالما انها تقدمت من قبل بطلب لمقابلة البرهان وان الهدف وقف الحرب
فالرجل لوح بدعوته هذه بعد خسارته سياسيا فمن غير المعقول ان يستجب له أحد إلا إن كان يخدم غرضا شخصيا آخر بعيدا عن مصلحة الشعب والمواطن السوداني
ولو حدث خلاف بين قادة الاحزاب السياسية داخل تقدم فذلك بلا شك سيكون سببا وخطرا قد يهدد تقدم بالإنقسام وهذا مايريده البرهان وفلوله
لذلك لابد من كلمة واحدة ( يجب ان لايحصل البرهان على هذه الفرصة) لأن الضغوط الدولية وحدها هي التي أجبرته على البحث عن ثوب سياسي داخلي
فإن أراد البرهان تشكيل برلمان ليشكل جبهة عريضة لبحث السلام فاليختصر المشوار ويتوجه الي طاولة التفاوض ليوقف هذه الحرب في ساعة واحدة او ليتحمل كل ماهو قادم فلابد من سداد فاتورة الحساب
لذلك يجب على القوى المدنية أن تغلق بابها دونه برفض قاطع و بلا إعتذار.
طيف أخير :
الأمين العام لمؤتمر الجزيرة لـ”الشرق” عدد نازحي شرق الجزيرة لمحلية شندي بولاية نهر النيل وحدها تجاوز 100 ألف يتوزعون على 40 مخيما تفتقر لأبسط المقومات
الجريدة
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10