وصف الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، الشيخ عبد الحي يوسف، المفتي السابق لنظام عمر البشير، بأنه “تكفيري وضال”، مما يعكس تصاعد التوترات بين الجيش والحركة الإسلامية. تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث يتزايد الصراع بين الطرفين، مما يثير القلق حول استقرار البلاد.
جاءت ردود البرهان الغاضبة بعد أن وجه عبد الحي يوسف اتهامات له بالخيانة وانعدام الدين، مشيرًا إلى أن البرهان غير قادر على مواجهة الحركة الإسلامية. هذه التصريحات تعكس عمق الانقسام داخل المؤسسة العسكرية، حيث يُعتقد أن الحركة الإسلامية قد رسخت وجودها في صفوف الجيش، بما في ذلك في مكتب قائد الجيش.
رد البرهان بسرعة أثناء زيارة لأحد المواقع العسكرية في مدينة أم درمان، قائلاً: “أمس سمعنا أحد التكفيريين يقول إنه لا يوجد جيش سوداني نقول له: ابقَ هناك لأنك لا تستطيع القدوم لتجلس مع الرجال”. وقال: “إنه شخص مضلل، وكل إناء بما فيه ينضح، ومن يظن أنه يملك رجالاً يقاتلون من أجل الجيش، فعليه أن يأتي ليأخذهم”. انتقد عبد الحي يوسف الجيش السوداني، بادعاء أن أي انتصار في الحرب الحالية ضد قوات الدعم السريع يعود الفضل فيه إلى “المجاهدين” الإسلاميين الذين يقاتلون تحت راية “المقاومة الشعبية”. كما وصف البرهان بأنه “شخص غير محترم بلا دين”، وأكد أن الحركة الإسلامية لا تثق به وتعتبره “خائنًا لله ورسوله”.
أحدث موقف عبد الحي يوسف جدلاً كبيرًا في السودان، حيث عكس تحولاً غير متوقع في موقف الحركة الإسلامية تجاه البرهان. فقد كانت الحركة تدعم قائد الجيش منذ بداية النزاع، خصوصًا أنه اتخذ مواقف سياسية تتعارض مع التفاوض مع قوات الدعم السريع. رأى المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن المناوشات بين البرهان وعبد الحي يوسف تعكس المرحلة الثانية من الانقسام داخل حزب المؤتمر الوطني الذي حكم السودان في عهد الرئيس السابق عمر البشير.
وأوضح أن عبد الحي يمثل مجموعة علي كرتي في الحركة الإسلامية، بينما يشير هجومه على البرهان إلى تورط الأخير في تمزيق صف الحزب خلال الفترة الماضية. أشار جمعة إلى “إرم نيوز” بأن البرهان ربما قام بالتنسيق مع رئيس الحزب، إبراهيم محمود حامد، خلال زيارته الأخيرة إلى بورتسودان، مما أدى إلى إقالة محمود وتعيين أحمد هارون، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، كبديل له في قيادة الحزب المحلول.
وأشار إلى أن قيادة الجيش قد تكون مسؤولة عن زيادة الانقسامات داخل المؤتمر الوطني، في مسعى لإضعاف نفوذ الحزب المنحل على الجيش. من جهته، يرى المحلل السياسي عمار الباقر أن البرهان قد يكون في صدد التفاوض مع قوات الدعم السريع، وذلك في إطار اتفاق يستبعد جماعة النظام السابق من الساحة السياسية. وقد أشار إلى أن هجوم عبد الحي يظهر وعي الحركة الإسلامية بخطورة هذا الاتجاه.
قال الباقر لـ”إرم نيوز” إن الوثائق التي تمخضت عن المفاوضات السابقة بين الجيش وقوات الدعم السريع أكدت على ضرورة إبعاد جماعة نظام البشير عن المستقبل السياسي للسودان. ولكنه أوضح أن تأثير الحركة الإسلامية على البرهان كان يجعله يتراجع عن تنفيذ تلك الاتفاقات. لم يستبعد الباقر احتمال أن تخطط جماعة النظام السابق لاستهداف البرهان بشكل شخصي إذا تأكدت من أنه لم يعد تحت سيطرتها.
وأكد أن رد الفعل السريع والغاضب من البرهان تجاه عبد الحي يوسف يعكس عمق الخلافات بين الجانبين. من ناحيته، أوضح خالد عمر يوسف، عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية “تقدم”، أن تصريحات عبد الحي يوسف لم تكن مفاجئة، بل أظهرت طبيعة الحرب المستمرة التي وصفها بـ”حرب الخداع الكبرى”. أوضح خالد عمر أن قادة النظام السابق هم الذين أشعلوا الحرب الحالية بعد إصرار قوات الدعم السريع على الاتفاق الإطاري المبرم مع القوى المدنية لاستعادة الحكم الانتقالي.
وأشار إلى أن الهدف من الحرب كان إعادة الحركة الإسلامية إلى الساحة السياسية بعد تراجع وضعها عقب الإطاحة بنظام البشير. أكد لـ”إرم نيوز” أن “أكاذيب” الحركة الإسلامية لن تستطيع خداع الشعب السوداني، مشددًا على أن “حبل الكذب قصير”، وأن البلاد ستتمكن من تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى الاستقرار.
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10