4/ديسمبر / 2024 م
اسوأ استخدام للألفاظ والكلمات والعبارات وبطريقة غير أخلاقية هو الذي رافق خطابات الفلول و شعاراتهم في هذه الحرب ، والذي لم يشهده السودان من قبل طول فترة وعينا للحياة ، حتى اصبحت كلمة الوطنية في اذهاننا تعني الغش و الخداع و المراوغة والنفاق بل شتم الخصم أما من هم دون ذلك فليس لهم من الوطنية نصيب ، حسب تصنيفهم ، وقد سيق بهذه العبارات قطيع هذا الشعب و كلما حاول أن يفتك الشعب من قبضة و رزالة وتفاهة فلول الكيزان التي دمرت هذه البلاد حتى وصلنا مرحلة إشعال الحرب في وسط الخرطوم بل داخل الاماكن الآهلة بالسكان مثل المدينة الرياضية وليس قتالاً بالاسلحة الخفيفة لكن هي بالقصف الجوي و المدفعية الثقيلة والصواريخ والمدرعات إذ هم يحدثونا عن الخراب والدمار خداعاً و بالوطنية جزافاً فنحن نرفع صوتنا عاليا و نستغيث لننفك من هذه التخمة الذي ينحدر منها و يحدثنا المجرم شمس الكضباشي
فهو يتحدث عن الدمار والخراب وهم من أشعلوا هذه الحرب في قلب الخرطوم ثم بداؤ بإستخدام الطيران من اول يوم بل في اولي لحظات الحرب بقصف جوي يستهدف المباني الحكومية التي تم إنشاءها بأموال الدولة إلا يعتبر هذا دمار وخراب وهذه خسارة ؟
ثم واصلوا في قصف مجموعة مؤسسات منها ما هو أثرية وتاريخية و يرجع إنشاءها إلى عهود وعقود مضت ما قبل استقلال السودان مثل مباني القصر الجمهوري الذي يمثل تاريخ و سيادة الدولة و المبني الاثري لوزارة المالية الاتحادية الذي تم قصفه بالطيران ومعظم المؤسسات الحكومية المتواجدة في قلب الخرطوم بما يؤكد عدم وطنيتهم من يقصف مباني الدولة ويسقطها رماد ناهيك عن قصف المستشفيات والكل شاهد على مستشفي شرق النيل الذي تم قصفه واستهداف سيدة بأطفالها ومستشفي الأطباء وغيرهم من المراكز الصحية ختاماً بمستشفي الضعين الذي تم قصفه خلال الفترة القليلة الماضية بل تم قصف مركز عفراء مول التجاري وبنك الجزيرة بجوار مركز الطفل وصك العملة وعندما تم طردهم من مصنع اليرموك للسلاح في جنوب الخرطوم أيضاً تم قصف المصنع بإكمله بالطيران اليس هذا دماراً لمقدرات البلاد والشعب ؟
وكم من المصانع والمؤسسات التي تم تدميرها بالطيران ناهيك عن الأرواح التي تعجز الكلمات والعبارات أن تفيهم حقهم من تحليق الطيران في سماء دارفور منذ العام 2003 وقتله الأبرياء افلم يكن ذاك دمار ؟
لم يقف الأمر على هذا فحسب فبعد الهزيمة النكراء التي تجرعها فلول البرهان في بحري وامدرمان وبدلاً من مواجهة الدعم السريع كالرجال قامو و عبر مهندسين بتفجير وقطع جسر شمبات ( التاريخي ) الذي تم تشييده بواسطة شركة ريتشي الإيطالية في يوليو 1965 حيث قام بوضع حجر اساسه الرئيس الراحل إبراهيم عبود و يعتبر كبرى شمبات هو اول جسر رابط بين أم درمان غرب النيل و الخرطوم بحري شرق النيل لكن أفلح فلول البرهان في تدميره والكباشي يحدثنا عن الخراب و الدمار !!
ثم القصف الجوي المتكرر لكبري أو خزان جبل أولياء على بعد 44 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم والذي تم أنشاءه في عام 1937م وما ذال الكضباشي يحدثنا عن الدمار !! تم تدمير جزء كبير منه بدون ادني مرعاه له من حيث الخدمة الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتي وضعيته التاريخية أو الثقافية
تخصص طيران الفلول في ضرب المؤسسات والشركات والمصانع والبنية التحتية والبشرية فتم قصف اكبر جسر في نيالا “جسر مكة” والذي تم إنشاءه في العام 1982 في عهد حاكم اقليم دارفور الراحل احمد ابراهيم دريج بواسطة شركة “هيلد آند فرانكي الالمانية” وللأسف بمنحة من (المملكة العربية السعودية) يعني هبه لاهل السودان وبوجود حكومة المركز التي لم تستطيع عمل الجسر لكن أفلحت في تدميره الآن فهم فالحين في الدمار ويأتي الكضباشي ليحدثنا عن الخراب و الدمار !!، ومن هنا جاءت تسميته بكبري مكة تيمناً بمكة المكرمة، وكان افتتاحه على يد الرئيس الاسبق جعفر نميري، وقد شيدت ذات الشركة الالمانية في تلك السنوات- عهد حاكم الاقليم الراحل دريج- طريق “نيالا- كاس- زالنجي” وكانت هناك خطط تنمية كبري يفترض أن تشمل دارفور الا أن دولة 56 كان لها رأي آخر مما اضطر دريج الي المغادرة خارج البلاد
دمر القصف الجوي الذي استهدف حوالي 60 % من مصفي الجيلي الاستراتيجي الذي يشكل نواة للاقتصاد السوداني عبر تصدير نفط جنوب السودان مقابل أموال كبيرة كما أنه يمكن أن يساهم في تصدير نفط السودان مستقبلاً
ناهيك عن تقديرات تشير إلى أن أكثر من 7000 منزل دمر بشكل كامل او جزئي في هذه الحرب وأصبحت غير صالحة للسكن تماما؛ كما تضرر أكثر من 6000 متجر في الأحياء والأسواق واحترق بعضها بشكل كامل.أما الدمار في البنية التحتية، خصوصا في وسط العاصمة، فقد تعرض مطار الخرطوم الدولي لأضرار بالغة شملت المدرجات الرئيسية وصالات المسافرين وغيرها من منشآت المطار المهمة التي يمكن أن يستغرق إصلاحها شهورا طويلة في حال توقف الحرب الحالية ، كما تعرضت أيضا شبكات ومحطات الكهرباء والمياه لأضرار كبيرة مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وإمدادات المياه في أكثر من 70 بالمئة من أحياء ومناطق العاصمة ناهيك عن الولايات التي دارت وتدور فيها الحرب الآن و كان بالإمكان ايقاف كل هذا العبث والخراب والدمار ( إذا كانت هناك إرادة أو رغبة حقيقية في الإيقاف ) بالجلوس مبكراً والتباحث حول الملفات المختلف عليها وتجنيب البلاد ويلات شر هذه الحرب والثمن الباهظ الذي دفعه المواطن الوطن وهو ( الكضباشي ) وبعد كل هذا يحدثنا عن رفض المفاوضات وهو مطرود من مكتبه داخل القيادة العامة ويتنقل ما بين بورتسودن و وادي سيدهم مما يؤكد حجم التناقضات فكيف له أن يتحدث عن الخراب ولا يريد المفاوضات وهو مهزوم فهذا حديث العاجز ، رغم أن الجميع يجد له العزر تماماً إذ يعلم الشعب و يعي أنك لست صاحب هذا القرار ( التفاوضي ) في هذه العملية التحاورية فمن خلال التجارب أثبتت ان مكانك الميدان والقتال فقط ومنها تجربة المنامة و مراوغتك واعتزارك ( الطائرة المعطلة ) وكأنك تأتي بتاكسي من السوق المركزي للخضر والفاكهة ، فالعالم كله يعرف القرار الاستراتيجي عند السادة الإسلاميين فيما يخص التفاوض والكضباشي وكل العسكر هم مجرد أدوات يُمليٰ عليهم التوجيهات والتعليمات فقط كما أن التفاوض هو قرار الأقوياء الواثقين من أنفسهم المنتصرين و الذين يحملون هموم وقضايا الشعب السوداني الذي يعاني ويلات الحرب وبالتأكيد انت لا تحمل هذا الهم ولا ترتقي الي هذه المسؤلية أو الاهداف السامية من التعايش والأمن و الاستقرار لأن من يسعي إليه هو من مؤمن بأهمية حياة الإنسان والإنسانية وضرورية السلام من أجل البناء والإعمار أما تجار الحرب وسفاكي الدماء سوف تجبرهم المواقف على الأرض على الفرار كما هم النازحين الذين شكلو حكومة الأمر الواقع المدعاه الموجودين في المنافي وبورتسوان …
وقريبا مع بزوغ فجر الاشاوس في حجر العسل سوف يُملي عليك اسيادك بأن تذهبوا الي التفاوض الذي سوف تطلبون في بادئه أن يكون ( سراً ) كالعادة من ورا حجاب و خلف جُدر ، لتحفظوا ماء وجهكم امام الشعب وإن غداً لناظره قريب