لقد تباينت المواقف تجاه إعلان تشكيل حكومة السودان الجديدة للسلام وكانت هناك دولاً صديقة رعت وأخرى ساهمت وكانت هذه هي الدول الصديقة الشقيقة للسودان وشعبه والتي علمت من تجارب دول إفريقية أخرى أن إرادة الشعوب تنتصر لرد حقوقها.
وأما المعسكر الآخر وهي دول محاور المصالح ضد إرادة الشعوب قد وقفت اليوم محاذاة خط المظالم الذي تطلع به حكومة بورتسودان، فمتى يقف الجميع كأشقاء وأصدقاء حقيقيين لهذا الشعب الذي أستطال إنتظاره لحكومة الحرية والسلام والعدالة وقد أتت اليوم بعد مخاض عسير لتتوج في نيروبي مسيرة نضال طويل.
الموقف المخزي الذي شاهدناه ببيان مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي أعلن فيه رفضه لحكومة السلام التي ينعتها بالحكومة الموازية ويدعو الدول الإفريقية ودول الإقليم لعدم الإعتراف بالحكومة، لهو عار عليهم وهو إقصاء وعنصرية وتحيز تجاه أكثر من ثلثي السودان الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع والقوى المتحالفة معها على واقع الأرض، كما أنه دعوة صريحة لإستمرار الحرب الجبانة على المواطن السوداني، ولهو قبول بما يقوم به نظام بورتسودان من تصفيات تجاه أبناء الوطن تطهير عرقي تمييز عنصري تجاه مكونات مجتمعية أصيلة في السودان.
الحكومة التي ستعلن هياكلها من بعد التوقيع على ميثاق التأسيس والدستور هي في واقع التسمية وواقع الوجود حكومة شرعية أخذت شرعيتها من تفويض الشعب للقوى الوطنية الحقيقية الموقعة عليها وحكومة الثورتين اللتان غيرتا خارطة التاريخ السوداني فكان ثورة ديسمبر ثم أتت ثورة أبريل وأكملت النصاب تماما لشرعية ميلاد الدولة الجديدة وحكومتها المرتقبة.
رفض الإعتراف بالحكومة الشرعية التي أتت بمباركة الشعب وصوته والذي طالب فيه بوقف قصف الطيران ووقف نزف الدماء وإعادة الحياة التي أزهقتها أيادي وفوهات نيران جيش البرهان وكتائبه ومليشياته التي إستشاطت غضبا تجاه ميلاد التأسيس فعملت على مضاعفة جهدها في حرق المزيد من القرى والكنابي والسحل والتشريد لمزيد من المواطنين على أساس العرق واللون وهذه أشد أنواع العنصرية قسوة ً وجبروتاًبل إستمرار للظلم التاريخي الواقع على هذه الفئة طوال هذه العقود المظلمة من الحكم الكيزاني الظالم.
سوما المغربي
مارس٢٠٢٥