توطئة..
تمر علينا الذكرى الثانية لأخطر حرب أشعلها ربان الفساد وخفافيش الظلام الذين حولوا نهار وطننا العزيز الى ليل حالك وشحنوا اجوائه الهادئة ،أجواء السلام ، بعواصف الحرب والبارود والإنتقام ، وجعلوا من انسانه المسالم ،شخص متقلب الجانب وقنبلة قابلة
للإنفجار والضرام !
القائد..
رجل استثنائى وبكل المقاييس البشرية فشخصية محمد حمدان كرجل بدوى بسيط صنعته الظروف والتى يمكن أن يمر بها كل انسان عادى ، ولكنما يكمن الفرق بين الإنسان العادى ، والإنسان الإستثنائى فى كيفية التعامل مع المواقف والمحكات ، وتحويل مطباتها ومنعطفاتها الخطرة الى رافعات اجتماعية وسياسية واقتصادية !
والمتأمل لسيرة الرجل لابد أن يقف مشدوهآ إزاء شخصية غير عادية ظلت فى حالة تطور وسيرورة دائمة ، منذ اليوم الذى عمل فيه فى صفوف القوات المسلحة كفصيل رديف تحت مسمى حرس الحدود وكان ذلك نتاج أخطاء حركات دارفور ذات الطابع الإثنى والعشائرى ، والتى استهدفت فيما كانت تستهدف الرعاة العرب ، وكانت قد ضربت حصارآ اقتصاديآ عليهم ، فمنعت حركة التنقل فيما يعرف بالرحيل أو المسار من الجنوب الى الشمال أو العكس حسب اختلاف فصول السنة ، كما قامت بقطع الطرق ونهب المسافرين المنتسبين للقبائل العربية وتصفيتهم !
مما أدى الى إضطرار قادتهم الى الإنضمام الى صفوف النظام بغرض حماية الحواضن والدمر من هجمات الحركات ، وقد اتخذوا تلك المواقف ولسان حالهم مكرهآ أخاك لا بطل !
وفى أثناء تلك الظروف استجاب القائد حميدتى لضرورة حماية مصالحه ومصالح مجتمعه ، ولكن سرعان ما أدرك تناقض النظام واختلف معه فى العام 2007م واعلن تمرده وتواصل مع ذات الحركات للتنسيق والإندماج ، وهنا تجلت فرادة شخصيته وثوريته وذكائه الفطرى الذى مكنه من معرفة مدى تجانس مصالح أهل الهامش بغض النظر عن اختلاف قبائلهم ومعتقداتهم ، فهم جميعآ تم استغلالهم وظلمهم وقد تعرضوا وبشكل متعمد للتهميش والتجهيل ، والفتن والإقتتال العبثى من قبل المركز !
وهذا يعتبر موقف متقدم قياسآ الى صغر سنه ومؤهله العلمى وقد يدرك ذو النهى والعقل الراجح مالم يدركه صاحب التحصيل والعلم الواضح ، والقلم ما بزيل البلم،
ولذلك سرعان تواصل النظام معه لقطع الطريق الثورى حتى لا يتم تطوير وتثوير المجتمع الرعوى والمزارعين فى بوتقة الثورة والوعى !
بينما عاد هو الى النطام و بشروط أفضل وتم ضمه لجهاز الأمن وأصبح الرجل الثانى فى الجهاز ثم اختلف مع مدير الجهاز ، وتم تأسيس قوات الد.عم السر.يع كقوة نظامية ثم تمت اجازة قانون قوات الد.عم السر.يع وتبعيتها مباشرة لرئيس الجمهورية كقائد عام للقوات المسلحة السودانية ، وبذلك أصبح القائد حميدتى أول قائد لقوة رديفة استطاع أن يكييف قانونيآ قوة مساندة الى قوات نظامية شرعية فى الدولة !
وهنا يتجلى ذكاء القيادة وثوريتها واعتدادها بذاتها فالحقوق تؤخذ غلابا !
ولذلك لم يتفاجئ المتابع لمسيرته بموقفه عند اندلاع ثورة 19ديسمبر 2018م فهو موقف منسجم مع شخصيته ، الثورية ، والمستقلة ، والرافضة للضيم،
فكان خطابه فى طيبة مايو 2018م أمام حشد من قواته بمثابة صب الزيت على النار حيث وضح فيه موقفه وقال أنه لا يمكن أن يتصدى للثوار بل زاد أن مطالبهم شرعية وهو يدعمها وهاجم النظام والفساد المتغلغل داخله !
وهو بمثابة تشجيع للشارع وفعلآ أشعل أوار الثورة أكثر فأكثر ،
ومنذ ذلك اليوم وبغض النظر عن أدواره المشهودة تبعآ لذلك فى اسقاط نظام البشير، والقبض على رموز النظام ، والإتفاق الإطارى فيما بعد ، فقد وضعه دهاقنة الإخوان كعدو لدود ، والحقيقة أن قائد مثل حميدتى فهو من الخطورة بمكان بالنسبة لدويلة 56 دويلة الظلم و المحسوبية ، فقد استطاع أن يتجاوز كل الخطوط الحمر للعصابة وينافسها على مراكزها الإقتصادية والسياسية ! ولا غرو وأن نسختها المتطرفة لجماعة الإخوان المسلمين هذه الجماعة التى جمعت أسوأ الخصال وأبغضها ، فهى جماعة دوغمائية منقلغة ومتطرفة وعنصرية الى الحد الذى انقلبت فيه على مؤسسها لأسباب جهوية وعرقية !
ومنئذ وهم يخططون للقضاء على حميدتى وقواته منذ زمن طويل عندما أدركوا طموح الرجل واعتداده بذاته فضلآ عن ثوريته المتجذره ونزوعه المتأصل الى العدل ورفض الضيم ومدى المصداقية التى يتمتع بها والشعبية المتزايدة حوله بسبب بساطته وعطائه الخير للوطن والناس !
ايقاظ المارد ..
ولذلك تآمروا مع جارة السوء للقضاء على حراس الثورة المجيدة والذراع القوى لدولة المواطنة التى كانت بمثابة المطالب المقدسة لثورة ديسمبر المجيدة والتى قد يفضي إليها الإتفاق الإطارى إذا ما كتب له النجاح !
وقد قللت شجاعة وفطنة ويقظة استخبارات الد.عم السر.يع من كارثية الغدر الغاشم ، حيث تم القضاء على معظم طيران الغدر فى مروى قبل لحظة الصفر بساعات ،وكان الهجوم على المدينة الرياضية بالتزامن مع قصف سلاح الجو لكل معسكرات الد.عم السر.يع بما فى ذلك قصف مجندى معسكر سركاب الذين كانوا على أهبة التتويج لعاصفة الحزم وهم عزل وبتراوح عددهم ما بين 4000 الى 5000 مجند تم القضاء عليهم واجتاح مناصرى الجيش من المواطنين معسكرهم وقاموا بنهب حتى مواد التموين واجهزوا على الجرحى منهم وقد طلع المهرج عثمان ذنون فى لايف وهو ينادى الناس بالحضور وتغنيم المعسكر !
ومن هذه الكارثة والغدر الجبان من قبل هذه العصابة العنصرية البغيضة ومن وسط الأشلاء والدماء الطاهرة لجنود وقادة الأشاوس المغدور بهم كان ميلاد ثورة الخامس عشر من ابريل المجيدة التى ايغظت المارد الجبار من غمغمه، حيث اسقطت البروباغندا العدائية والزائفة لعصابة الموت والدمار قناع القومية الزائف الذى طالما تدثرت به نخبة المركز وصدرت عبره فرق تسد لحماية الدولة المدعاة ،وظلت خلال ال70 تعتاش وتحتمى بضرب الهامش بعضه البعض تحت شعارات الدين والعرق والجهة ،
ولا سيما وأن الحزام الرعوى الذى يعتبر الأكثر تهميشآ ، و الأكثر قابلية لتمرير أجندة المركز بسبب التجهيل المتعمد قد ظل على الدوام فى حالة احتراب مستمر لصالح المركز، إما ضد الثوار فى الجنوب والغرب أو فيما بين قبائله حتى لا يصحى هذا المارد ويدرك استغلال عصابة الموت لدماء أبنائه وسرقة مواردة ، ورب ضارة نافعة ، فمثلما صحصت كارثة الغدر غفوة المجتمعات الرعوية ،فقد اسقطت أوراق التوت التى كانت تتدثر بها عصابة التيه والضياع ، وبثورة الخامس عشر من ابريل فقد اكتملت ثورة الهامش وتعانق ثوار الريف الزراعى والرعوى وتواثقوا على اقتلاع العصابة وتأسيس الدولة وبتوحيد بندقية الهامش فقد بات النصر قاب قوسين أو أدنى !
خالص المجد لشهداء الخامس عشر من ابريل وكل شهداء الثورة السودانية منذ 1955م فى توريت
وعاجل الشفاء للجرحى وعودآ مظفرآ للمفقودين
ولا نامت أعين الجبناء
كنديرة 15/4/2025
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10