بقلم د.علاء نقد
قد يعتقد الكثيرون ان عدم الوصول الى اتفاق بشأن مجموعة الاتصال في مؤتمر لندن بالامس ٢٠٢٥/٤/١٥ بعد عامين من الحرب نتيجة لاختلف مصر ،السعودية و الامارات كما اوردت الاخبار قد يعتقدون ان ذلك مُخيبا للامال و لكن الحقيقة ان ذلك اول الطرق للوصول الى حل ناجع و حل حقيقي و صادق للازمة و الحرب في السودان و يضع اليد على الجرح و يلامس الحقائق كما هي ..لا يمكن ان يكون من يملك السردية الصحيحة للحرب و من يحاول ان يُغيب الحقائق في نفس الصف و في نفس المجموعة ..
مصر التي لها دور ويد كبير في حرب السودان الحالية و ليست فقط داعما للجيش السوداني لا يمكن ان تكون طرفا في حل صادق و حقيقي ..مصر التي خرّبت الانتقال في السودان و دعمت انقلاب ٢٠٢٥/١٠/٢٥ حيث كان البرهان مع السيسي ٤٨ساعة قبل الانقلاب ياخذ مباركته لذلك ، وحتى بعد ان اقر قائد الدعم السريع بخطأ الانقلاب و نجح المدنيون في الوصول الى الاتفاق الاطاري مع العسكريين -على الرغم من اختلاف نية البرهان عن نية حميدتي في توقيع الاتفاق- حاولت مصر اغراق الاتفاق الاطاري بورشة العاصمة الادارية التي كان الهدف منها اغراق الاتفاق الاطاري بالمدنيين اللي يتخذهم الجيش مطية لتحقيق اهدافه و يمكن ان يبيعوا اي شي مقابل اهدافهم الشخصية و الذاتية و لكن اعتذرت قوى الحرية و التغيير عن تلك الورشة مما ادى لفشلها و عند توقيع الاتفاق الاطاري ٢٠٢٢/١٢/٥ كان السفير المصري في الخرطوم هو الغائب الوحيد من السلك الدبلوماسي في حين كان حاضرا في توقيع تشكيل الكتلة الديمقراطية التي خرّبت وحدة القوى المدنية في الانتقال وحاربت الاتفاق الاطاري و الان موقف مصر من الحرب واضح و جلي الا لمن في عينه رمد او في قلبه غرض و تتستر بانها خلف مؤسسات الدولة.
موقف مصر هذا ليس جديدا فمنذ استقلال السودان كانت مصر خلف كل انقلاب عسكري و كانت انظمة تلك الانقلاب خاضعة لمصر
١- منذ انقلاب عبود ١٩٥٨ والذي بعده باقل من عام تم امضاء اتفاقية مياه النيل الجائرة ١٩٥٩ و التي اعطت لمصر ٥٥ مليار م٣ مقابل ١٨،٥ مليار م٣ و الاغرب من ذلك مليار و نصف م٣ كسلفة مائية غير معروف كيفية او وقت استردادها ..ولذلك ترفض مصر اتفاقية عنتبي الاخيرة لتقسيم مياه النيل بين دول حوض النيل
٢-انقلاب جعفر نميري ١٩٦٩ باسم الضباط الاحرار و في هذا فقط دليل كافي على تلكم التبعية
٣-انقلاب البشير ١٩٨٩ و نظام الاخوان المسلمين و التي احكمت مصر قبضتها على هذا النظام بعد محاولته اغتيال حسني مبارك في اديس ابابا يوليو١٩٩٥
ان ما جنته مصر من حرب السودان الحالية يفوق الوصف فقط في الحديث عن الذهب دليل كافي حيث ارتفعت صادرات مصر من الذهب ٩ مرات و زاد احتياطي مصر من الذهب مع العلم انها ليست من الدول المصدرة للذهب و ليس لها مناجم ذهب ، هذا غير ملايين الدولارات و اليوروهات التي تلقتها مصر من المجتمع الدولي نتيجة لازمة اللاجئين . في نفس الوقت زادت تحويلات العملات الصعبة الى مصر بمقدار ٢٥٪ اثناء هذه الحرب و هذا بفعل تحويلات السودانيين العاملين بالخارج الى اهلهم هناك، هذا بغض النظر على الوضع الاجتماعي و المالي السودانيين اللاجئين الى مصر اذا ما تم مقارنتهم باللاجئين الى تشاد على سبيل المثال .
اليوم الجيش المصري يتواجد بعمق ٨٠كم داخل الاراضي السودانية و ينقب عن الذهب هناك و يطرد المعدنيين الاهليين و قد ضجت الميديا بكثير من الفيديوهات لذلك .
كل ما ورد اعلاه يُفسر بوضوح لماذا لا يمكن ان تكون مصر طرفا في الحل او توقف الحرب الا اذا ضمنت عودة نظام الاخوان المسلمين و جيشهم الى السلطة.
على الطرف الاخر نجد الموقف الواضح للامارات ضد جماعة الاخوان المسلمين الارهابية ليس فقط في السودان بل اينما وُجدوا و ذاقت بسببهم الشعوب الأمريّن و عانت من التقتيل و الارهاب و التنكيل و شتى صنوف العذاب. هذا الموقف الذي يجب ان يقفه كل مسلم او انسان سوي معتدل يُقر بحق الحياة التي كفلتها جميع الاديان و الاخلاق و المعتقدات للانسان و التي لا تحترمها عقيدة الاخوان الغير مسلمين.
اين ستقف المملكة العربية السعودية و اين ستختار ان تواصل في طريق انهاء هذا الصراع هل ستقف مع عودة نظام المؤتمر الوطني و الاخوان المسلمين ام ستقف مع احلام السودانيين بالحرية و السلام و العدالة
د.علاء نقد
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10