أم درمان – منى محمد إبراهيم
في ظل تصاعد حدة الحرب التي اندلعت في السودان منذ 15 أبريل 2023، سلطت تقارير دولية الضوء على تعامل متناقض بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني مع قضية الأسرى والمحتجزين، حيث أشادت منظمات إنسانية، وعلى رأسها الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بجهود الدعم السريع في إطلاق سراح آلاف الأسرى، بينما وجهت اتهامات للجيش ومليشياته بارتكاب انتهاكات جسيمة.
—
إطلاق سراح آلاف الأسرى
أكدت تقارير موثقة أن قوات الدعم السريع أطلقت سراح مئات الأسرى، بينهم مقاتلون ومدنيون، التزاماً منها بالمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأسرى خلال النزاعات المسلحة. وجاءت هذه الخطوة بدوافع إنسانية، وفقاً لشهادات منظمات دولية، أبرزها الصليب الأحمر، التي أشادت بالتعامل المهني مع ملف الأسرى.
—
اتهامات للجيش ومليشياته
في المقابل، اتهمت تقارير حقوقية الجيش السوداني والمليشيات التابعة له، وخاصة تلك المرتبطة بالمؤتمر الوطني، بانتهاكات ممنهجة، منها إعدام أسرى ومحتجزين دون محاكمات، واستهداف مدنيين على أساس عرقي من غرب السودان ومناطق دارفور وكردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق. وأشارت المنظمات الدولية إلى عدم تسجيل أي حالات إفراج عن أسرى من قبل الجيش.
—
حادثة المهندسين.. نفي وتوثيق
نفت قوات الدعم السريع بشدة تورطها في الحادثة التي وقعت في 27 أبريل 2023 بمنطقة المهندسين بأم درمان، والتي تم خلالها تداول مقاطع فيديو تظهر جثثاً مكدسة بطريقة مهينة. وأكدت في بيان رسمي أن هذه الممارسات “تتنافى مع مبادئنا الإنسانية”، مُحمّلةً مليشيات تابعة للجيش مسؤولية الحادثة، مستندةً إلى سجلها السابق في ارتكاب جرائم مماثلة، كتلك التي وثقتها تقارير دولية في الحلفايا والسوكي والدندر.
التزام بالقانون الدولي
أكدت قوات الدعم السريع التزامها الكامل بمبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعد حقوق الإنسان، مشددةً على رفضها لأي انتهاكات تمس كرامة الأفراد، سواء خلال العمليات القتالية أو في معاملة الأسرى. وأوضحت في بيانها أنها تعمل على “إنهاء معاناة الشعب السوداني وبناء دولة تقوم على العدل والسلام”.
—
اتهامات بجرائم مروعة
ورداً على الاتهامات، أشارت مصادر مقربة من الدعم السريع إلى أن مليشيات مسلحة تابعة للجيش ارتكبت جرائم وصفتها بـ”الوحشية”، مثل بقر بطون الضحايا وقطع الرؤوس، مستشهدةً بحوادث سابقة في مناطق متفرقة. وطالبت المنظمات الدولية بتحقيق مستقل في هذه الانتهاكات، التي وصفتها بأنها “تجاوزت كل الأعراف الدينية والإنسانية”.
—
نداء دولي للحماية
في ختام التقرير، دعت منظمات حقوقية أطراف النزاع إلى احترام قوانين الحرب، وحماية المدنيين، وضمان معاملة إنسانية للأسرى، محذرةً من تداعيات استمرار العنف على الوضع الإنساني المتدهور أصلاً في السودان.