صفاء الفحل
هناك فرق..
بينما يواصل البرهان لقاءاته مع زعماء القبائل والأرزقية وهو متخفي وكل يوم في منطقة أخرى وهو يعمل على تحشيدهم لإستمرار الحرب خرجت الأخبار بأن الرجل المحترم الدكتور عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية (تقدم) التي تسعى لإيقاف الحرب سيلتقي الرئيس الأمريكي ترامب بترتيب من دولة الإمارات التي يتشرف بزيارتها خلال هذه الأيام لشرح مبادرة التنسيقية (القومة للسودان) والتي تسعي للتحشيد الدولي لإعادة الإعمار وبكل تأكيد لن نتطرق للفرق بين تفكير الرجلين فالأمر لايحتاج الي شرح.
والدول الخليجية الثلاثة (السعودية الامارات قطر) والتي ستكون محط ترحال الرئيس الأمريكي تحمل ربما بعض المفاهيم المختلفة لما يجري في السودان، ولكنها تجتمع في نهاية الأمر على عقلانية إيقاف الحرب والجلوس على طاولة الحوار وضرورة عودة الحكومة المدنية وإن إختلفت الكيفية بين الإمارات التي تحاول منع الحركة الإسلامية من العودة للحراك السياسي وقطر التي تحتضن العديد من الجماعات الإسلامية على أراضيها.
وزيارة الرئيس الأمريكي خلال هذه الفترة وجميع محادثاتها حول حماس وحزب الله والوجود الإسلامي المتنامي بالسودان بالإضافة للدور الحوثي باليمن ، تحاول توليف كل تلك الرؤي لمناهضة الدور الإيراني بالشرق الأوسط الذي سبقته العديد من الضربات الإستباقية لمطارات الحوثيين بصنعاء وقبل ذلك الضربات لحزب الله اللبناني وحماس بقطاع غزة ثم أخيراً شل الحراك الإيراني المتنامي ببورتسودان والذي كان سيتم حتي ولو كان حرب الدعم السريع غير موجودة وكان هذا واضحاً حيث كانت العملية أكبر من قدراته واستهدفت حركة الملاحة والطيران بشكل اساسي.
ويبدو أن أهداف الزيارة تستهدف تحجيم قدرات النفوذ الإيراني والجماعات الاسلامية الراديكالية التي تحاول إستغلال الوضع السوداني المهزوز وسيطرة المجموعات الإسلامية الراديكالية على مقاليد الحكم وهو الأمر الذي سيزيد الوضع السوداني تعقيداً ويضع أمام الحكومة العسكرية الإنقلابية حلان احلاهما مر بالنسبة لها ، فإما (التخلص) من المجموعات الإسلامية التي تحتضنها وهو أمر تخافه لإعتمادها عليها في حماية نظامها من الإنهيار وإما الإتجاه لطاولة التفاوض وإعادة الحكم المدني الديمقراطي الذي سيبعد (المجموعة الإنقلابية ) بابتعاد الجيش عن العملية السياسية وهو الأمر الذي يجاهد الإنقلابيين والإسلاميين معا لعدم حدوثه ولكن يظل هو المطلب الأمريكي الذي يرى بأنه الطريق الوحيد لإستئصال النظام الإسلامي الراديكالي من المنطقة ، فالحكومة الإنقلابية اليوم تحاول تجاوز هذه الورطة بالتماطل ، ولكن الأمر لن يطول فترتيب الشرق الأوسط الجديد لن ينتظر ذلك التماطل وإعلان رغبتها الكذوبة في الحوار كما أعلن قائدها البرهان .
والثورة في كافة الأحوال مستمرة وستعود أقوى ..
والقصاص آت والمحاسبة علي كل هذا الدمار لا مناص منها ..
والرحمة والخلود لشهدائنا ..