كشف الصحفي المثير للجدل عمار احمد آدم أسرار تنشر لاول مرة حول تنظيم الحركة الاسلامية في السودان، وكيفية انضمامه لهذا التيار الاسلامي، وهل الرئيس المخلوع عمر البشير كان ينتمي الى تنظيم الاخوان المسلمين، وروى قصص عن الاسلاميين والصحفيين “الكيزان. وقال انخرطت في التنظيم الاسلامي منذ ان كنت في الصف الخامس الابتدائي، الذي استهدفني من خلاله الاستاذ محمد احمد حلفاوي الذي لاحظ انني اكتب معلومات دينية في الجمعية الادبية بالمدرسة، واصبح على خلفية ذلك يدفع لي بالكتب الدينية.
ومن ثم تتم دعوتي للمشاركة في اجتماعات التنظيم الإسلامي، بالإضافة إلى حلقات تلاوة القرآن في المسجد، أو التعارف في المنازل أو الأندية، هكذا وجدت نفسي متقلقلاً في الحركة الإسلامية، ومن ثم انتقلت من خلاله إلى أسرة (صديق علي)، المهم أنني استمريت في علاقتي مع الإخوان المسلمين الذين التمست أنهم آنذاك بسطاء، ولا يمتلكون أموالاً، وحينما انتقلت للدراسة بالثانوي العالي، صادف ذلك دخول الإسلاميين في مصالحة مع نظام الرئيس الراحل جعفر محمد نميري، وعليه هدأت الأوضاع السياسية، وبدأ شكل تنظيم الإخوان المسلمين يرتب في بيته من الداخل، وكل كادر من كوادره مكلف برسالة تصب في تخصصه لإيصالها لأكبر قطاع في المجتمع، وظلوا يعدون العدة لصناديق الاقتراع، ويخططون للسيطرة على البلاد حتى على مستوي الأحياء عبر تكوين اللجان الشعبية، وكانت الحركة الإسلامية تتكون من الأمير، المسئول السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي والثقافي، وفيما بعد أضافوا إليه الأمن والمعلومات، فأصبح التنظيم يركز جل عمله على جمع المعلومات الأمنية بما فيها المتعلقة بالإخوان المسلمين، وهذا ما أكد لي أن التنظيم الإسلامي أصبح تنظيماً أمنياً.
وتابع : أثناء ما كنا ندرس في الثانوي العالي قامت الثورة الإيرانية، فتعلقنا بها تعلقاً شديداً من الناحية الإسلامية خاصة أنها تقود في خطاً معادياً لأمريكا، ودول الاستكبار العظمي.
واسترسل : عندما التحقنا بالجامعة أصبحنا نفعل مثلما يفعل الإيرانيين في النضال الثوري الذي كونا في إطاره كيانات موازية له مثلاً (شباب البناء) و(رائدات النهضة)، أي إننا كنا نقلد أفكارهم الايدلوجية، وهكذا إلى أن تم فصلي من التنظيم الإسلامي في العام ١٩٨٤م.
وأسباب الفصل إشكالية حدثت بيني وطالبة إسلامية حول الأزياء التي كانت ترتديها، فما كان منها إلا أن تصفعني (كفاً)، وكان أن وجدت الأحزاب المناوئة للتنظيم الإسلامي في ذلك الخلاف فرصة لتمرير أجندتها السياسية، وتضخيم ما جري في تلك الأثناء، فيما وجد (الكيزان) الفرصة المواتية للتخلص مني، إذ أنهم لم يكونوا أصلاً راضين عني بحكم إنني كنت أقول لهم إن الرئيس الراحل نميري طبق الشريعة الإسلامية، فلا داع لوجود تنظيم الإسلامي فما كان يعمل من أجله تحقق، فنحن قمنا بمبايعة النظام المايوي، فلا داع لأن تكون هنالك مبايعة للدكتور حسن عبدالله الترابي، لأنه لا يجوز مبايعة الإمامين في آن وأحد، عندها شعر الإسلاميين إنني أصبحت أمثل لهم خطراً، فما كان منهم إلا أن فصلوني من التنظيم الإسلامي، وصدر ذلك من خلال إعلاناً رسمياً في صحيفة (آخر لحظة)، وجاء فيه أن الاتجاه الإسلامي يعلن فصلي، ورغماً عن ذلك تم اعتقالي من قبل جهاز أمن نظام الرئيس الراحل نميري مع كل الإسلاميين الذين اعتقلهم في أيامه الأخيرة في العام ١٩٨٥م، وعندما خرجنا من المعتقل تم تكوين تنظيم الجبهة الإسلامية القومية، والذي أصبح وعاء شامل لكل التيارات الإسلامية في البلاد، وكان أن انخرطت معهم في هذا التوجه مجدداً، ومن ثم اختلفت معهم في العام ١٩٨٨م، وسبب الخلاف هو أن الحركة الإسلامية تبنت خط الوقوف مع العراق ضد إيران، حتى أن الدكتور الترابي قال : (كنا مع العادي، فأصبحنا ضد المتمادي)، في إشارة منه إلى أن الخميني (متمادي) في الحرب مع (صدام) العادي، ومنذ ذلك التاريخ أصبح عملهم مع حزب البحث العراقي إلى أن حدث الانقلاب العسكري ٣٠ يونيو ١٩٨٩م، وواصل الإسلاميين تأثرهم بتجربة (صدام حسين) حتى في طريقة بيوت الأشباح الأمنية، المهم إنني كنت أحاول إقناع العسكر بأن الإسلاميين سيضيعون البلد، وكتبت ثلاثة مذكرات عبر الشهيد (عثمان) شقيق الرئيس المخلوع عمر البشير، وفي سياقها أرسل لي السيد صالح أحمد علي برسالة مفاده : (يا عمار خلي الكلام الفارغ البتكتب فيهو دا)، وعلمت فيما بعد أن ما أبعث به من رسائل إلى الدكتور حسن عبدالله الترابي، والذي علق عليها قائلاً : (معقولة كلام زي دا يتكتب للعساكر)، وعندما قابلت البشير مباشرة قال لي : (يا عمار كدي خلي الكلام الفارغ البتكتب فيهو دا).
وأضاف : بعد أن حدثت المفاصلة بين البشير والترابي جاءني الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين وقال : (أنت من بدري كنت بتحذرنا من الزول دا، الزول دا كعب.. كعب شديد، بس الكلام دا عرفت كيف؟). وأردف : الترابي كشخص لم أكن استهدفه، بل كنت استهدف ممارسات الحركة الإسلامية، وعلى المستوي الشخصي لم تكن بيني وبينه عداوة.
وماذا؟ قال : لم أكن في يوم من الأيام حرساً للشيخ حسن عبدالله الترابي، وهذا الحديث مصدره إنني كنت في الندوات أقف خلفه مباشرة من أجل (تحميس) الناس بالشعر والهتاف، وكان الترابي يأخذ قستاً من الراحة، ومن هذا الواقع أعتقد الناس حرسا له خاصة وإنني كانت مفتول العضلات، لذلك كانوا يتخيلون أن وقفتي خلفه نابعة من إنني (بودقارد) له، فهو كان يحرسه الفريق أول مهندس صلاح قوش لدرجة أنه كان ينام في منزله، وأبناءه يعرفون من الذي كان يحرسه، ومن الذي كان ينام في منزلهم؟ فلم أكن حرساً له طوال عضويتي في التيار الإسلامي.
واستطرد : ما لا يعرفه الناس عن الرئيس المعزول عمر البشير هو أنه لاعب شطرنج من الدرجة الأولي، ويجيد اللعبة بمهارة عالية جداً. صحيفة الدار
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10