جريمتا قتل فتاتين وقعتا نهاية 2019، وبداية 2020، أدخلتا الرعب في نفوس سكان الخرطوم، الضحيتين استدرجهما جانيان إلى شقة تستأجرها سفارة أجنبية لدبلوماسيين بحي الرياض، إحدى الضحيتين قطعا جسدها إرباً إربا ومن ثم تخلصا من أشلائها داخل جوال في حي ناصر والأخرى ألقيا جثمانها في مايو جنوب الخرطوم.
حتى الآن يظن أغلب الذين تابعوا الجريمة ومراحل اكتشافها أن الأمر قد قضي بالقبض على المتهمين، ويذهب أغلب المتابعين إلى أن (القصة) مجرد تلذذ بالقتل لدى الجناة أو تنفيذ لأوامر شيطانية كما راج وقتها بأن أحدهما من (عبدة الشياطين).
ما كشفته الشرطة السودانية عبر إدارة التحقيق الجنائي – الخرطوم- وستكشفه (السوداني)، كاد أن يدخل الخرطوم في مأزق دولي جديد لا يقل خطورة عن حادثة مقتل الدبلوماسي الأمريكي “غرانفيل” ليلة رأس السنة من العام 2008.
المشهد وقتها (أي حين اكتشاف جريمتي الشقة) كان مهيأً بامتياز لتنفيذ عمليات إرهابية لزعزعة أمن العاصمة وضرب استقرار الحكومة الانتقالية، التي اقتلع منسوبوها الحكم من جماعة الإخوان المسلمين في السودان، بعد 30 عاماً بثورة شعبية مجيدة.
اكتشاف الجريمة – وقتها – والقبض على المتهمين بعد (5) أيام فقط، قاد (السوداني) لإجراء مقارنة بين جريمتي الممثلة الأمريكية (داليا السوداء) وفتاة الشقة (نسرين)، لتشابه الجريمتين في الوقائع وبعض التفاصيل، والتي تفوقت فيها الشرطة السودانية على مكتب التحقيقات الفيدرالي الـ(FBI) الأمريكي، لعجز الآخير عن حل لغز (داليا)، رغم الفرق الشاسع في الإمكانات.