?️ خالد فضل
ما كان أكثر الناس تفاؤلاً ليتوقع أن تصل قيادات الحركات المسلحة ساحة الحرية بالخرطوم ، ايذاناً ببداية مرحلة جديدة تودع فيها البلاد الحرب وتستقبل بشريات السلام .
يوم أمس (الاحد) وعبر مختلف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة داخلياً وخارجياً ،استمتع الشعب السوداني في ذهول بفعاليات وصول قيادات الحركات المسلحة ،فهاهو (عقار) و (مني) و (جبريل ) و (هجو) يجاورون قيادات الحكومة البرهان و(حميدتي) و(الكباشي) وحمدوك ، يوزعون البشريات وينقلون للناس الامل بان غداً لمختلف جداً.
مهما حاول الشانئون التقليل من خطوة التوقيع على اتفاق سلام (جوبا) ، الا انه وبلا شك خطوة راسخة وعميقة وقوية في اتجاه تحقيق سلام شامل ( لاشق فيه ولا طق) .
سلام ينقل البلاد من مربع الخلافات و التناحر والاقتتال الى ساحة الوئام والسلام والاستقرار الذي غاب لاكثر من سبعة عشر عاماً بفعل الحرب التي خلفت الخراب والدمار، وضربت بعنف في نسيج مجتمعاتنا ومكوناتنا بشكل مقلق يحتاج في المرحلة المقبلة الى النوايا الصادقة وسواعد البناء والتعمير لرتق صفحته ،بوصفه الاساس للمرحلة المقبلة .
ما يحمد له هذه المرة أن قطار السلام ، لم يضيع وقتاً في انتظار المتمردين عبدالواحد محمد نور وعبدالعزيز الحلو ،فالتجربة العملية اثبتت أن انتظارهما لاطائل منه ، وأنهما غير حريصين على تحقيق السلام ووقف نزيف الدم في ولايات دارفور وكردفان والنيل الازرق .
عبدالواحد الذي ظل يرفض وعلى الدوام أي خطوة لوقف الحرب متذرعاً بحجج ومبررات واهية ، يبدو أنه اختار البقاء في احضان (الاجنبي) متمرغاً في نعيم ما تجود به منظماته المعادية للسودان ،منفذاً لموجهاتها واجندتها المكشوفة الرامية الى تمزيق البلادوتفكيك وحدتها.
أما ذاك (الحلو) ، فموقفه لايختلف كثيراً عن عبدالواحد ،في تفيذ ذات الاجندة الهدامة المخربة ،وإن إختلف عليه في أنه (زاد عليه كيل بعير) بتكسبه من قناطير الذهب التي ينهبها من جبال النوبة الغنية بالمعادن ولا عزاء لقيادات ومواطني واطفال جبال النوبة الذين اعياهم الجهل وارهقهم المرض وقتلتهم المسغبة ..!!
وصول قيادات الحركات المسلحة للخرطوم ، هو بلا شك سيكون خصماً على حصة قوى الحرية والتغيير الممسكة بتلابيب حكومة الفترة الانتقالية ،وفي ظني ــ وليس كل الظن إثم ــ إنها فائدة تضاف الى فوائد التوقيع على اتفاق سلام (جوبا) ، وهي تحقيق التوازن بين مكونات القوى السودانية المختلفة عسكرية كانت أو مدنية ،وهو أمر في غاية الاهمية لتحقيق الاستقرار واشاعة الامن ، فكلنا الان (نلوك) مر سيطرة اتجاه بعينه على مفاصل السلطة لسنوات طوال .
المطلوب الان أن نعض على ما تم من إنجاز بالنواجذ وأن نرتقي لمستوى المسؤولية الوطنية التي عبرت عنها مواقف قيادات الحكومة والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام ،لانزال الاتفاق الى أرض الواقع ولو كره العملاء والمأجورين.