✍️عوض مسلمي
لو استقبلت الدولة السودانية قيادة وشعباً من أمرها ما استدبرت ، لخصصت وسام جديد اسمته وسام (الوطنية) ولمنحت نسخته الاولى للنائب الاول لرئيس مجلس السيادة ، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ليس لدوره الكبير في ما تحقق من سلام ووصول قيادات التمرد يوم أمس (الاحد) للخرطوم فقط ،وانما لسعيه وجهده الوافر والملحوظ في العمل على تحقيق الاستقرار وبسط الامن في كل ربوع البلاد ، من لدن إنشاء قوات الدعم السريع والى الان دون كلل أو ملل ، ودون من أو أذى ..
عرفته ساحات العطاء والبذل حينما انذوى الاخرون ، فجابت قوافل دعمه الولايات تتحدى السيول والامطار والامراض والجوع وتبشر بالامن والاستقرار في صمت ودون ضوضاء ..
تلاحمه مع الشعب وانحيازه لرغباته ،شهدت به ثورة ديسمبر المجيدة وغيرها ،وتغنى به الثوار (حميدتي الضكران الخوف الكيزان).
وامس (الاحد) روت ساحة النصر بالخرطوم قصة جديدة من قصص ومواقف (الرجل) في المدافعة وحب الوطن ، وقيادات الحركات المسلحة تلتحم مع الجماهير في مشهد مؤثر طال انتظاره ، لعب فيه (حميدتي) دوراً بارزاً لا تخطئه عين.
فقد استحق النائب الاول لرئيس مجلس السيادة (حميدتي) لقب رجل السلام بحركته الماكوكية الدؤوبة داخل وخارج البلاد منذ تفجر ثورة ديسمبر باحثاً عن السلام، يدفعه صدق نواياه ووطنيته الحقة .
اجماع بأن وجود (حميدتي) على رأس وفد التفاوض الحكومي في المفاوضات التي كان مسرحها عاصمة جنوب السودان (جوبا) ، كان جبل الثقة الذي اسندت اليه قيادات الحركات المسلحة ظهرها..
الكثيرون من قيادات الحركات المسلحة قالوها بوضوح ، بأن تسنم (حميدتي) زمام رسن التفاوض معهم كان بمثابة الارضية الصلبة التي كانو يبحثون عنها طيلة السنوات الماضية ليضربوا عليها خيام رحلهم .
بتجرده وجديته ،اوجد لنفسه متسعا بين قيادات الحركات المسلحة ،(مناوي) ، (جبريل) ، (عقار) ، (عرمان) ، (التوم هجو) وغيرهم ،جميعهم أمنوا على صدقه ورغبته الجادة في تحقيق السلام ، وهو ما افتقدوه طيلة جلسات التفاوض مع النظام البائد.
في تقديري ان وصول قيادات الحركات المتمردة للخرطوم، هو الخطوة الاولى في مشوار السلام.، والمطلوب الان أن يرتقي الجميع لمستوى وطنية (الرجل) ، وضرورة نبذ الجهوية والقبلية ،فما عاد هناك متسعاً للمماحكات والمحاصصات ،ولابد بد من اعلاء قيمة الوطن والوطنية ،و العمل بروح الجسد الواحد من إجل بناء السودان واستنهاض همم الشباب لبناء سودان جديد ، سودان (السلام والحرية والعدالة ) ،وأن يعلو صوت (الوطنية) على كل الاصوات.