فوق المداري
✒️بابكرالقاسم
كان الوقت ضحى وشمس السلام قد أرسلت أشعتها على رؤوس الناس، تبشر بفجر أطل على الشعب السوداني يحمل في جوانحه خيراً وأملاً في حياة أفضل، من خلال تلك اللوحة الخالدة التي رسمها أبناء السودان وهم يستقبلون أبطال السلام وصانعيه بساحة الحرية بالخرطوم في هذه المساحة أود الوقوف على خطاب السيد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو أمام الحشود الكبيرة التي إجتمعت لهذه المناسبة التاريخية وحميدتي الرجل القوي اللين في جوانبه العطوف على شعبه الذي عانى الظلم ومرارة العيش لحقب طويلة، وتبيانا لما خُفي على العامة عندما هتفوا رافضين لكلمة ممثل قوى إعلان الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ، على خلفية ما أنجزته “قُحت” خلال فترة حكمها القصيرة في مدتها والطويلة في مرها ومآسيها وكان دقلو قد طلب من الجماهير أن ينصتوا لحديثه لتبيين ماخفي عليهم تجاه الرجل حتى لايظلمونه فحدثهم وهو يغالب دموع الفرح في خضم تلك الأجواء الإستثنائية بأنهم ظُلموا ولكنهم يجب أن لا يَظلِموا أحداً فقد تمايزت الصفوف وهو كذلك!
وقال الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي إنه بوصول قادة حركات الكفاح المسلح وصناع السلام إلى أرض الوطن تكون البلاد قد طوت صفحة سوداء من المآسي والأوجاع واستشرفت مرحلة جديدة في تاريخها قوامها السلام والإستقرار .
وأوضح لدى خطابه أمس أمام الحشود الجماهيرية بساحة الحرية بالخرطوم بمناسبة إحتفالات البلاد بتوقيع إتفاق جوبا لسلام السودان، أن السلام الذي تحقق تم بإرادة صادقة ونوايا خالصة يستحق أن يحتفل به لأنه أسكت أصوات البنادق وقال أن الطريق ملئ بالتحديات و المتاريس ولكن بالعزيمة والتعاون يمكننا تجاوز هذه الصعاب وتحقيق شعار الثورة السودانية،ويمضي دقلو ” وهو يحلق بكلماته المعبرة لتشريح واقع ومستقبل السودان بالقول:”أننا مدركون لحجم المخاطر الأمنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تحيط ببلادنا ،ولكننا بالعزيمة والإصرار سيتم التغلب عليها ودعا الجماهير للوقوف مع الحق حتى يتم تنفيذ الإتفاقية وقال أن إتفاق السلام الذي تم توقيعه في الثالث من إكتوبر الماضي بجوبا لم ولن يكون خصماََ على أحد كما يروج البعض، بل هو محاولة لترميم وبناء الدولة السودانية على أسس عادلة تمنح الآخرين حقهم في العيش الكريم،وكأنه يحس بنقص كبير في إتمام عملية السلام لتؤتي أكلها فقد دعا رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو ورئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور للحاق بركب السلام، مشيداََ بدور دولة الجنوب حكومةََ وشعباََ في إحلال السلام في السودان مناشداََ المنظمات الدولية والإقليمية بالمساهمة في بناء وترسيخ السلام.
ولم يغب عنه مؤشرالخطر الذي نهش جسد الوطن، فقد دعا حميدتي إلى نبذ العنصرية والجهوية وأضاف ” يجب أن نعمل معاََ من أجل بناء سودان موحد وقوي ومعافى من أمراض الكراهية ويحترم التنوع”.
وأكد أنه لايرى أي مبرر موضوعي يمجد الحرب ويقلل من فرص السلام الذي تحقق بفضل هذا الإتفاق مشيرا إلى أهمية إنزال هذه الإتفاقية إلى أرض الواقع وصولا إلى سلام دائم وشامل مع كل الأطراف.
ذلكم الخطاب الذي فند بنودة السيد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو وهو يزرف دموع الفرح بالإنجاز الذي أتى به وهو مالم تسطع أن تأت به الأوائل الشعب السوداني الذي أعياه السفر في مشاوير الحرب وأوزارها فما فتيء أن جاء من كل حدب وصوب للإحتفال بهذا المكسب الوطني ومستقبلا لأبطال وصناع السلام،جسد لوحة وطنية خالص تؤكد حقيقتان الأولى أن الوضع قد تغير والثانية أن السودان قد دخل مرحلة جديدة عنوانها السلام والحرية والعدالة تجسيدا لشعار الثورة المجيدة.