يجمع المراقبون للمشهد السياسي السوداني بأنّ الحزب الشيوعي يعيش هذه الأيام أحلك مراحله السياسية والتنظيمية بعد ما بلغت اعمار مسؤوليه العمر الافتراضي لمزاولة العمل السياسي والتنظيمي ولقد بلغوا قاداته من الكبر (عتيا) ولم يوجد لدى قيادة الحزب العلنية والسرية اي خطة أو تصور أو رؤية إستراتيجية لإيجاد حلول لهذه المعضلة السياسية والتنظيمية لضخ دماء جديدة شابة تحييه من مماته (السريري) وتقود العمل السياسي والتنظيمي داخل الحزب وفي اروقته .
إنّ الشيوعي فشل في كل رهاناته السابقة للوصول إلى السلطة بمفرده وهو كثيراً ما يستخدم القوة والعنف السياسي المفرط للوصول إلى مبتغاه .
يعتبر الحزب الشيوعي من أقدم الأحزاب السياسية في السودان وعلى الرغم من تاريخه الطويل من المؤامرات والدسائس إلاّ أنه يقف في نفس المحطة القديمة التي تجاوزها الزمن على الرغم من الفرص التي أُتيحت له لضخ دماء شبابية جديدة لتحقق له أهدافه السياسية والتنظيمية إلاّ أنه فشل في ذلك وما زال اؤلئك الديناصورات من العجزة و(الكهول) الذين هم الآن أعمارهم فوق الثمانين عاما ونيفً ما زالوا (متشبثون) بقيادة الحزب وهم الممسكون بزمام أموره ويتصدرون مشهده السياسي وبالتالي تجد الشباب والمفكرين أصحاب الدماء الحارة والعقول النيرة والمنفتحة على الاخر وتقبل التنوع السياسي والفكري لا يحبون الانتماء لهذا الحزب الشيوعي (العجوز) وينفرون منه كنفور السليم من (الاجرب) والذي ظلت قياداته السياسية ومفكريه على الدوام يعملون بنفس العقلية القديمة والتفكير (المتحجر) من القرن الماضي .
إنّ الشيوعي يعيش حالياً اكثر فتراته تازماً من تاريخه السياسي الطويل المأزوم حقاً لأنه وعلى الدوام يحب الهيمنة و( التكويش) السياسي يستغل القضايا والأزماتالسياسية ويوظفها لخدمة اجنداته المعلومة والمعروفة لدي التنظيمات السياسية وللشعب السوداني .
لقد ادمن الحزب الشيوعي تبني خيارات سياسية خاطئة وهي أشبه بالخيارات ( الانتحارية) وهي كلها خاسرة فمثلاً إنسحابه من قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية والتي يشكل الحزب الشيوعي العمود الفقري لها ومعظم وزراء الحكومة الانتقالية الحاليين يمثلون الحزب الشيوعي بواجهاته المتعددة وكذلك إعلانه لتبني الخيار العسكري عندما ذهب ووقع على مذكرة تفاهم بينه وبين مجلس الصحوة الثوري المسلح المعارض لحكومة الثورة وبالتالي لا يوجد حزباً سياسياً على الإطلاق في التاريخ الإنساني السياسي على مر العصور يعمل الشيء ونغيضه إلاّ الحزب الشيوعي السوداني(الراديكالي) العجوز والذي إنتقلت أفكاره المدمرة الي السودان لأول مرة منذ اربعينيات القرن العشرين الماضي وما زال يعمل بنفس تلك العقلية والمفاهيم البالية وهي مفاهيم ضد الإنسانية وضد التطور والنمو الفكري والتنظيمي والسياسي .
إنّ الحزب الشيوعي هو كيان سياسي (منبوذ) إجتماعياً ولا يملك رصيداً شعبياً وجماهيرياً حقيقياً وأكدت كل الانتخابات البرلمانية التي مرت في السودان ذلك لانّ الحزب الشيوعي يعاني من فقر جماهيري كما يعاني من الفقر (الشبابي) وبالتالي تُفسر ظاهرة إختفائه وإختبائه وراء شعاراته ومنشوراته ذلك ويستخدم الشباب والنشطاء دروعاً بشريةً في المظاهرات والمسيرات والمواكب لأنه لا يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة تؤهله لقيادة العمل السياسي في وضح النهار .
هذه التمظهرات للشيوعي جعلته دائماً يعتمد على العمل (السري) ويستخدم عدداً من الواجهات واللافتات السياسية ومنظمات المجتمع المدني مثل تجمع (المهنيين) الذي بدوره جيّر الثورة السودانية الشعبية العظيمة الباذخة لمصلحة الحزب الشيوعي