العنكبوت
بقلم ✍️ د.مهند عثمان التوم
[email protected]
الخبر الأسعد لسكان مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، كهرباء الشركة التركية التي سوف تحل معاضل الانقطاعات بالمدينة، وفي مخاض الوطن العسير تكاسرت السعادة تاركة الساحات والمساحات للظلمة مثني وثلاث ورباع لم تصل إلي الحرمات، بتحلحل بأن الأوليات كانت بأسم العسكر والمثنيات نطقت بالمدنية وكلاهما أمر، ومن الأهم أن نعرف لماذا الأبتزاز التركي عبر بوابة الكهرباء التي أضحت أحد أدوات الضغط الدبلوماسية التركية علي السودان بتواجدها في نصف ولايات السودان منافسة للشركات الوطنية، مؤشرات أفتقدت مؤخراً للقيم والمعايير السلوكية السياسية بتبنيها مفاهيم وتيارات جرف غريبة ودخيلة، لم تكن لها مواطئي قدم في كهرباء ربع الكم اليومي الوطنية، فتفرزت كماً من الأستفهامات تبحث عن أحرف توضيحية.
يبدو أن تركيا تضع تاج الحركة الأسلامية معياراً للمضي قدماً مع حكومات الدول حتي تستطيع تحقيق مطامعهما، وتكاسرت وتصعابت عليها الأمور بعد أن فقدت أخر دروع مشروع الحركة الأسلامية العالمية بأفريقيا في السودان، فتخافت عن المجهول في ظل وجود شعب حاكم منظومته الحاكمة إجتماعياً وقوي سياسية بدلت لون وطعم الفكر السياسي، فكشفت أنقرة وجهها الحقيقي للشعب السوداني بعد أن كانت تلونها بالعلاقات التاريخية بين سلطنات ومماليك السودان والعثمانية، مستخدمة مواطئي قدمها التي أهدتها لها الحكومة التي أبعدت بأمر الشعب، سعياً لأستعادة زمام الأمور بمسلك ابتزازي من خلال توظيف الكهرباء التركية المنتشرة في مختلف مدن السودان، عمدت وتعامدت الشركة التركية علي القطع النهائي لتلك المدن، أهمها مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور التي تعيش اليوم وغداً وبعده في ظلام لا حولا لها ولا قوة، بعدما إستطاعت أن تستطير وتستعمر نيالا كهربائياً بأبعاد الكهرباء الوطنية أكثر عشر شركات سودانية ذات قدرات مالية عالية، لم يستطيع المال بأن يشفع لها بمنافسة الشركة التركية في مضمار تقديم الخدمة المحلية ففسحت مساحاتها.
النظام التركي وعبر شركة الكهرباء يعمل للعب علي وتر الكهرباء لإستمالة شعب السودان، بعد أن فقد اوردغان حليفه الأستراتيجي البشير وحكومته التي وقعت معهم عدد من العقودات، منها عقد كهرباء نيالا المجحف والممس للسيادة الوطنية والمفرطاً لها، عمدت علي ذلك خوفاً من أن تلغي الحكومة الأنتقالية عدداً من الاتفاقيات والعقودات التي وقعت مع الجانب السوداني مسبقاً، أموراً من شأنها تربك وتخلط غايات تركيا بالسودان تمداً في أفريقيا وتعتر محاولات مد الأسلام السياسي بقيادتها.
فرطت الحكومة السودانية مسبقاً عبر تمكين الشركة التركية الكهربائية في مدينة نيالا التي تكتسي بأهمية أستراتيجة كونها أحد أهم مدن السودان الثلاث خارج ولاية الخرطوم، وعلي حكومة ولاية جنوب دارفور والاتحادية أن تعي تماماً بأن الوتر الذي تلعب به تركيا لا مستقبل له أن احسنت إدارة هذه الأزمة بالتصفير لكل الاتفاقيات الموقعة مسبقاً، وتعديل ما يمكن تعديله خاصة في مجال الكهرباء أن تعدل العقودات إلي ايجار أرض فقط لا غير تدفع بموجبه الحكومة التركية أجرة نظير تشغيل محطاتها وإن تلزمها بالسعر الجاري للكيلو وات الواحد، فمنحني الشركات التركية المنتهج بمدينة نيالا يحمل منحني خطير يجب أن يتم تداركه حتي لا يجتر المواطن خلف الأبتزازات ويأتي بردود أفعال تهدد أستقرار الأوضاع بعد مسيرة السلام.
ما لحق بمواطن نيالا جراء البربرية التركية المهتكة للقيم الإنسانية التي ترفعها، فقد خسر العديد من مواطنين هذه الولاية مصادر دخلهم خاصة الأسر التي تعول نفسها من رزق المثلجات، وخسر الكثير رؤس أموالهم خاصة تجار اللحوم البيضاء والسلع القابلة للتلف أن لم تحفظ في درجات برودة، نيالا منذ ثلاث ايام تخسر المليارات من الجنيهات، فهل الشركة التركية قادرة علي تعويضهم وهم دفعوا نسب إستهلاكهم مقدماً، أي فعل شنيع ارتكبه الإنسان المسالم حتي يهتك به ويبتز، فهل تريد تركيا تحريك الشارع السوداني وتقول بأنها موجودة وأي قرارات لا تخدم مصلحتها سوف تواجهه بما تمتلكه من إدوات وكروت ضغط، فلماذا تصمت السفارة التركية وشركتها تهتك مضاجع مدن بقامة وطن، أخي/ت المواطن فالأوان أن نوقف التعامل مع المؤسسات التركية وأن الأوان لموظفي تلك المؤسسات العثمانية من الوطنيين الاحتجاب بالمنازل، كما احتجبوا أخوتهم من قبل سعياً لأسقاط النظام، احتجبوا من أجل تصحيح المسار.
لله درك يا وطن وستعيش عزيزاً مكرماً.