✍️ عوض مسلمي
(الشرق) الذي أعنيه في العنوان أعلاه هو الشرق الجغرافي الممتد بمحازاة حدودنا الشرقية مع أثيوبيا وإريتريا ، وللعنوان علاقة بضبط قوات الدعم السريع قطاع ولاية كسلا كميات ضخمة من المتفجرات والأسلحة الثقيلة وأجهزة اتصال متطورة ، قادمة من دولة (مجاورة)في طريقها لولاية كسلا ..؟!
ضبطية الاسلحة الضخمة و (المخيفة) التي حرّزتها قوات الدعم السريع أمس (السبت) ، تتسق مع توقعاتنا في كتابات سابقة ، بأن على الحكومة أخذ الحيطة والحذر، ورفع درجة الاستعداد الى القصوى على امتداد شريطنا الحدودي الشرقي ، خصوصاً بعد تفجر الاوضاع ونشوب الحرب في اثيوبيا بين الحكومة ومقاتلي (التقراي)، فالسيولة الامنية التي بدأت تطل برأسها على امتداد الحدود السودانية بسبب الحرب (الاثيوبية) ،ستفتح الباب واسعاً أمام تجارة السلاح من جهة وتهريبه الى الداخل للقيام باعمال عدائية ضد الحكومة السودانية من جهة اخرى.
اقول قولي هذا والاضاع بولاية كسلا (الحبيبة) لازالت على فوهة بركان يغلي وسط ترقب بانفجاره في أي لحظة، وجر البلاد الى ذات مصير الجارة اثيوبيا حال تجاهل الحكومة لما يجري هناك وتقليلها من خطره المحتمل .
علماء الاستراتيجيات وغيرهم ،كثيراً مايربطوا اقتصاد وتطور البلدان النامية بحالة ومؤشرات الاستقرار في ما يجاورها من دول ،وأن تفجر الاوضاع الامنية في أي منها سيمتد بطريقة أو باخرى الى غيرها ويفتح الباب واسعاً أمام كافة اشكال العنف و الجريمة .
بالنسبة للاسلحة المضبوطة ، تبدو الصورة واضحة لكل ذي بصيرة ،فنوع هذه الاسلحة لا يستخدم للحماية الشخصية ،وإنما في الحروب والاشتباكات العنيفة ، ومن هذا ندق ناقوس الخطر للمسؤولين أن (الحقوا الشرق) ،خاصة وأن القراءات تشير الى أن احتواء الازمة الاثيوبية غير منظور على المدى القريب.
وفي تقديري أن تحدي حماية الحدود يعد من اكبر التحديات واخطرها على البلاد ، في ظل عدم استتباب الامن وتردي الاوضاع الاقتصادية في عدد من دول الجوار ،ما يشجع على ازدهار الجريمة العابرة المنظمة بما فيها الهجرة غير الشرعية وما يصاحبها من جريمة الاتجار بالبشر وتهريب الاسلحة والمخدرات.
خيراً فعلت قوات الدعم السريع ، وهي تقوم بعمل جبار في تامين البلاد من كافة اشكال الجريمة العابرة المنظمة بانتشارها الواسع على الحدود السودانية ويقظة عناصرها، فالضبطية التي حوت اسلحة ثقيلة ومتفجرات ووسائل اتصال متطورة وذخائر مختلفة ليست الاولى من نوعها ، فقد ظلت ضبطيات قوات الدعم السريع المختلفة تتصدر عناوين وسائل الاعلام المختلفة ، فتارة تضبط القوات مخدرات في طريقها للعاصمة واخرى كريمات وحبوب ممنوعة بجانب ضبطيات الاسلحة والذخائر المختلفة ، وهو جهد كبير اذا ما قورن باتساع الحدود وترامي اطراف البلاد شرقاً وغرباً ، شمالاً وجنوباً .
المطلوب الان من الحكومة المركزية أن تنتبه لـ (الخطر القادم من الشرق) برفع درجة الاستعداد لـ (القصوى) ،ووضع خطة أمنية عاجلة وتكثيف نشر القوات النظامية على امتداد حدودنا الشرقية ، ،وضرورة قيادة مبادرة حقيقية للمصالحات القبلية بولايات الشرق، تراعي مصلحة (الاقليم) بعيداً عن المحاصصات الجهوية والحزبية .