تقرير
تمر الحكومة الانتقالية في البلاد في مرحلة حساسة تمثل منعطف حقيقي لها خاصة بعد توقيع اتفاق السلام في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان مؤخرا و عودة الحركات المسلحة الموقعة على الاتفاق للخرطوم و الانخراط في الحكومة ، أتى السلام في وقته لأن الحكومة برئاسة عبدالله حمدوك تعيش في مرحلة حرجه من الفشل في إدارة الأزمات بل استفحلت و زادت، التساؤل الكبير الذي يطرحه المواطن السوداني البسيط هو الي متي سينتظر حلول للأزمات و المشاكل التي تحيط به و هي أزمات تتعلق بإحتياجاته الأساسية و ضروريات المعيشية ، أجواء الحكومة مشحونة بالتصريحات المتناقضة بين رئيس الوزراء عبدالله حمدوك و وزراء حكومته مما سبب ضبابية لمستقبل الإصلاحات المزعومة التي تبشر بها الحكومة لإنقاذ الإقتصاد السوداني المنهار.
تضارب تصريحات الوزراء في الملفات الاقتصادية خاصة في الوقود و معالجات مشكلات الخبز اعطي فرصة للانتهازين لإستغلال الوضع و تأزيم الأسواق و ظهور التي تسمى بالأسواق الموازية، التصريحات المتناقضة توضح أن هناك خلل إداري كبير و عدم تجانس بين أعضاء مجلس الوزراء ، كما يرى مراقبون سياسيون أن شخصية رئيس الوزراء عبدالله حمدوك هي محور اساسي في هذا الخلل و غياب الدور الرقابي و الإشرافي له على أداء الوزارات لذلك أضحى التناقض هو السمة البارزة للحكومة و أثر بشكل مباشر على الأداء.
ثورة ديسمبر المجيدة كان هدفها الأول اقتصادي و شعاراتها تدعو لوقف ارتفاع الأسعار و تحسين الأوضاع المعيشية المتدهورة و كان بالأحرى أن تقوم حكومة الثورة مقام من ضحوا لأجلها ، حيث أن ما حدث هو فشل ذريع للحكومة في حل الأزمات أولها أزمة صفوف الخبز حيث أن الحكومة زادت السعر و مازال الحال على حاله بل و تطاولت الصفوف و تمددت حتى شهدنا جرائم ترتكب في هذه الصفوف من ضيق الانتظار فيها ، ضعف النظر لوضع الحلول أتاح فرصة لأصحاب المخابز لابتزاز الحكومة و المواطن معا، و ظهر ذلك في الإضرابات التي نفذها أصحاب المخابز في الايام الماضية و الامتناع عن تقديم الخدمة للمواطن البسيط المحتاج لها.
أزمة أخرى فشلت الحكومة في وضع معالجات جذرية لها و هي أزمة الوقود برغم كثرة القرارات التي أصدرتها الحكومة و ظلت الصفوف في حالها و ظهر السوق الأسود مستغلين السعرين للبنزين و الجازولين، كما أن عدم التوافق الإداري و التناسق بين وزارتي الطاقة و التعدين و وزارة المالية كلف السودان أموال طائلة من الدولارات كغرامات لسفن الشركات التي ترسو في الميناء مع عدم الإلتزام بالعقود و تسديد الأموال ، أزمة الوقود ارتبطت بشكل مباشر بأزمة المواصلات و ارتفاع التعرفة بشكل جنوني مما جعل المواطن يتألم من هذا الارتفاع و أثر على حركته و انتاجه و على إثر هذا زاد سعر المواد الغذائية لإرتفاع تكلفة إنتاجها.
أعاب المراقبون السياسيون على الحكومة لجوءها دوما للحلول السهلة لها و الصعبة على المواطنين، حيث أن في أزمة وباء الكورونا لجأت الحكومة إلى الإغلاق التام دون مراعاة لأثاره المدمرة للاقتصاد و بالفعل قفزت العملات الأجنبية بشكل كبير و ارتفعت معه الأسعار بشكل خرافي ، أصبح من الحتمي أن يعاد تقييم الأداء الحكومي التنفيذي و تعاد صياغة رؤي استراتيجية للحكومة تجعلها أكثر استعداد في مواجهة الأزمات لتقدم حلول مرضية للمواطن.
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10