تبقت أيام قلائل على نهاية سنة ٢٠٢٠ وهي سنة حافلة بكل الأزمات، عاني منها السودان بصورة مؤلمة، ولكن يبدو أن ما تبقى منها قد يكون أمر وحنظلا على الثورة وحكومتها، فالحكومة الانتقالية تنكر لها الكثيرون وأصبحت غارقة في بحر لجي من خلفها نار ومن أمامها نار، ويتهددها خطر عظيم قد يقودها في طريق انقلاب من داخل الحكومة أو من خارجها، مما قد يقطع الطريق على التحول الديمقراطي، خاصة في ظل الواقع الاقتصادي المتردي.
ما يهم الآن أن يعلم الجميع ان الطريق الى الديمقراطية لا يجب أن يتم تأخيره لأي قضايا أخرى، سواء كانت قضايا اقتصادية او قانونية أو عدلية، يجب أن يكون المسار نحو الديمقراطية هو المسار الاساس الذي لا تحول عنه مهما كانت الظروف والعراقيل، الوصول إلى الانتخابات يجب أن يكون هو الهدف الأبرز عند الجميع، فهو هدف الثورة الأبرز وهو الطريقة التي ستعيد الحقوق جميعها لاصحابها لأنها ستعيد الحكم للشعب، وحين يكون الشعب بيده إعطاء الحكم ومنعه عبر التصويت سيكون الحكام خدام للشعب لا أسيادا له، لذلك اذا غامت كل الطرق واختفت كل المطالب وابتعدت كل الحقوق عن العيون يجب أن يكون الطريق الى الانتخابات بارزا وظاهرا لا تميل عنه القلوب ولا تزوغ الأبصار .
الانقلابيون الذين يخططون في الخفاء للانقضاض على الحكومة الانتقالية، هم في الحقيقة يخططون لشيء واحد فقط وهو منع الشعب من الوصول إلى الانتخابات، الدكتاتوريات عبر السنين أهم ما يميزها انها لا تعطي الشعب الحق في اختيار من يحكمه بل تفرض عليه الحكام وتقهره على الرضا بذلك بالسوط والسجن والرصاص، لذلك اذا اردنا معاقبة الانقلابيين وإغلاق باب الدكتاتوريات علينا أن نمضي بثبات نحو الخيار الديمقراطي والانتخابات، ولا نتزحزح عنه ابدا.لم ينزف الجرحى ولا استشهد الشهداء في ثورة ديسمبر الا لأجل هدف واحد وهو أن ينتزعوا الحكم من الفرد ويعيدوه للشعب، الشعب عليه ان يحكم نفسه، لا أن يحكمه البعض غصبا عنه، الشعب يحكم نفسه بالديمقراطية حيث يختار بالانتخابات من يحكمه ويختار في كل مستوى من يمثله، فيمنع من يشاء ويعطي من يشاء، ويكون السيد فوق الجميع، فلا تفرطوا في هذا الحق الذي أصبح قاب قوس او ادنى يا شعب السودان، ان صار كل شيء أسودا واختلطت عليكم الامور فطالبوا بالانتخابات وليحكم الناس من يختاره الناس ويدافع الجميع عن هذا الخيار حتى يكمل فترته ويختار الشعب حاكما جديدا، وتستقر الديمقراطية، فاذا استقرت الديمقراطية ستنهض البلاد لا محالة وإن طال السفر.
يوسف السندي – صحيفة التحرير
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10