حروف واقعية….
✍️ عمر الفاروق عزيب
شريحة الرُحل تكاد تكون من أكثر الشرائح أهمية ، لما تقدمه من خدمات عظيمة في دعم الإقتصاد الوطني ، وتحسين الوضع المعيشي وتحقيق الأمن الغذائي المستدام ، وجلب العملة الصعبة عبر تربية الثروة الحيوانية والزراعة .
وعلي الرغم من الأهمية الإقتصادية للرُحل ، إلا أنهم يعانون التهميش من قبل الدولة ، ويعيشون حياة البؤس والإهمال ، ويفتقدون أبسط مقومات العيش الكريم من (أمن – صحة – تعليم ومياه صالحة للشرب) ، ومع ذلك تجدهم صابرين عسى ولعل أن يتبدل الحال الي أفضل ولكن لا حياة لمن تنادي .
يبدو أن هنالك جهات تتلذذ بحياة البؤس التي يعيشها الرُحل ، ويريدونهم أن يظلوا في بؤسهم هذا ، وذلك بقفل المراحيل والصواني تارةً ، وبحرق المراعي أو وضع السم عمداً تارةً أخري ، مما جعل أصحاب الماشية يتعرضون لخسائر كبيرة ، في ظل صمت حكومي يجعلنا نسائل ما إذا كانت السلطات الحكومية معجبة بهذا الفعل ام ماذا ؟ .
الإنتهاكات التي تعرضت لها شريحة الرُحل وضعت الحكومة في موقف المتهم الأول لأنها لم تحرك ساكناً ، ولكي ترفع الحكومة الحرج واللوم عن عاتقها ، عليها بسن قوانين وتشريعات تحفظ للرُحل حقوقهم ، وعدم التساهل مع الذين يزرعون المراحيل والصواني ، وعليها التوجه نحو التنمية المتوازنة والعادلة والإهتمام بصحة الثروة الحيوانية الضخمة التي تعتبر السلسلة الفقرية للإقتصاد السوداني .