بابكرالقاسم
تتجد المواقع ولا تتبدل المواقف والمباديء بل تتجدد الأفكار وفقا لناموس متغيرات الزمن ومعطياته الآنية والدعم السريع تلك المؤسسة النابضة بالحيوية والمواقف النبيلة ذات الغايات الإنسانية والوطنية السامية ومن يفعل الخير هو من اهل الخير والخير في حد ذاته قيمة اخلاقية تتجلى عند العظماء.
ففي المباديء الفلسفية في احد مدارسها فإن قياس قيمة الشيء بالنوايا وليس بالنتائج لأن الدافع للخير يبرر النتيجة الروحية التي يراها الماديون أصحاب المبدأ النفعي بلا قيمة طالما النتيجة غير محسوسة أو غير ذات طابع ملموس يعود بالنفع في الحال لكن ثمة رؤية أعظم في المبدأ الحسن فإن الدافع للخير أفضل ولو كان ذو نتيجة غير نافعة في الحال مثل الذي شاهد طفلا يحترق فدخل (لُب) النار ولم ينقذ الطفل بل خرج بجثة متفحمة ففي الموقف نتيجتان الأولى اراد الرجل ان ينقذ الطفل فقرر إقتحام النار ولكن لم يدركه حيا فاجره على الله عند المذهب الحسن أو الغيري بينما يرى النفعيون أن لا فائدة ولانتيجة لأنه لم يدرك الطفل حيا وتتماييز هذه الرؤية بإلقاء نظرة عميقة فيما يجري الآن بخصوص واقعة وفاة المواطن بهاء الدين نوري والذي أكد تقرير اللجنة المختصة بأنه توفى نتيجة تعذيب وهذا الموقف أدخل عناصر من الدعم السريع قفص الإتهام وهذا التصرف ينسب للأفراد ونتيجة سلوكهم ولا ينسب للمؤسسة بأكملها.
لكن الذين في قلوبهم مرض وغل على الدعم فأرادوا الدخول من باب الخروج لينالوا منها ودمغها بصفات يعرفونها لكن هيهات فمواقف قيادة الدعم السريع أثبتت قوة وصلابة لا مثيل لها فكيف لاتقف مع العدالة وتخبر العالم أجمع أن الدعم السريع مؤسسة تتعامل بالقانون وتعمل بكل ما أوتيت من قوة من أجل تنفيذ العدالة وسيادة حكم القانون ولم لاتقف مع مقصر أو متهم بجناية لكن تلك هي ضريبة البطولة والإنسانية وحب الخير للغير تجعل الكثير يقف في دائرة أو محور الشر والتربص بقوات الدعم السريع نعم فعلوا وملأوا الآفاق ضجيجاً،لكن خاب سعيهم ودونكم البيان الذي أصدرته قوات الدعم السريع وأوردت فيه
أن حاثة وفاة المواطن بهاء الدين نوري والتي جاءت بعد الملابسات التي صاحبت اجراءات التحري معه بواسطة استخبارات قوات الدعم السريع، بعد وفاته بالمستشفى تم البدء في الإجراءات القانونية الأولية بقسم شرطة الصافية بحري، وبناءً على ذلك صدر أمر تشريح من النيابة العامة لمعرفة أسباب الوفاة، ثم إعادة التشريح للمرة الثانية بناءً على طلب أسرته ويواصل البيان ففي الأثناء أمر قائد قوات الدعم السريع بتشكيل مجلس تحقيق لمعرفة ملابسات الاعتقال والوفاة استنادآ على تقرير الطب الشرعي الأولي بعد صدور نتيجة التقرير الثاني وفقاً لبيان السيد النائب العام، وجّه السيد قائد قوات الدعم السريع بإيقاف التحقيق فوراً ورفع الحصانة عن الأفراد موضع الشبهه الذين قاموا بالاعتقال وفقاً لنص المادة (48 / 2 ) من قانون القوات المسلحة لسنة 2007م تعديل 2013 م وتسليمهم للنيابة العامة لإكمال إجراءات التحقيق، كما تعهد قائد قوات الدعم السريع بالوقوف إلى جانب الحق، وأن يتابع الإجراءات القانونية والعدلية في هذه القضية حتى تتحقق العدالة.
فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان،فكيف يتستقيم منطق المغرضون بأن قوات الدعم السريع لاتنصاع للقانون ألايكفي موقف القيادة الشجاع وتسهيله لمهمة الجهات القانونية والعدلية خير دليل لحسن نيتها ونضج المؤسسة وإتباعها منهج الرشد والعقل والمنطق في ظل نسمات التغيير والسلام والعدالة المنشودة؟
مالكم كيف تحكمون.؟