بقلم : نعمات النعيم
يتفق السودانيون جميعآ حول مفردة الفشل الذي صاحب معظم الحكومات التي حكمت البلاد لأكثر من ٦ عقود من الزمان.فشلت في خلق كلمة سواء تجمع السودانيين حول مشروع وطني واحد يعزز الهويه السودانيه .
يتميز السودان بمكونات فريده قل أن تتوفر لدى غيره من شعوب العالم ،تتمثل في المكون البشري بكل قبائله ،ثقافاته،لهجاته،إثنياته وأعراقه.والمكون الطبيعي من موارد طبيعيه وكنوز داخل الأرض وخارجها، بجانب ثرواته الحيوانيه والغابيه، وتنوع مناخاته بين الغابة والصحراء،وسهول ممتده وأنهار تشق أراضي كل ولاياته جنوبآ ،شمالآ ،شرقآ وغربآ.
كنوز لم تستطع أي من الحكومات السابقه في إصطيادها وإستغلالها لصالح إنسان السودان حتي نطلق عليها ( صائدة الكنوز). فشلت في إستغلال الموارد الطبيعيه بالصورة المطلوبه.
يتجدد الصراع كل يوم حول توزيع السلطة والثروة والمكاسب اللحظيه منذ الإستقلال ١٩٥٦والي يومنا هذا .مجموعة أسئله نطرحها كيف يحكم السودان ،لا من يحكم السودان ؟ كيف يحكم السودان في ظل تباين ثقافي ،أيدولوجي،سياسي(مضطرب) ؟ كيف نجعل من هذا التباين والتنوع الثقافي وحده جاذبه ؟ كيف نؤسس لدولة السودان المستقر ؟ ماهي الركائز التي يقوم عليها بناء المشروع الوطني السوداني ؟
تباينت الرؤي و الأطروحات طيلة العهود السابقه والبائده حول مفهوم البناء الوطني ،الحوار الوطني ،المشروع الوطني جميعها أفضت الي سراب. كانت المنابر والمؤتمرات والتي خرجت بتوصيات تناثرت كلماتها داخل القاعات المكيفه،وظلت البقيه الباقيه حبيسة الأدراج .كيف لنا أن نخرج بمشروع وطني واحد والبلاد قد أنهكتها الحروب الأهليه ،مزقت نسيجها الإجتماعي،فصلت الجنوب ذلك الجزء العزيز من الوطن في العام ٢٠١١. تباكي من تباكي علي فصل الجنوب ،وآخرون عملوا علي تأجيج الصراع والفتن في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان والشرق وغيرها من أجزاء السودان .
علينا أن نؤسس لمشروع وطني يجمع ونحن نجني ثمار إتفاق السلام مع بعض من حمل السلاح ضد وطنه وليس ضد عدو خارجي.التمايز في التنميه والتهميش لبعض المناطق الغنيه بثرواتها وبإنسانها خلق غبنآ إجتماعيآ هو من فجر هكذا صراعات خرجت من إطارها المحلي وتم تدويل القضيه.
هذا الصراع المتوارث طيلة الحقب الماضيه خلق الشتات والتناحر بين أبناء الوطن الواحد بكل سماحة وكرم ونبل إنسانه.
الحرب لا دين ولا وطن لها ،دمرت وفككت ومزقت نسيج كثير من مجتمعات كانت تنعم بحياة آمنه مطمئنه.
هي دعوه نطلقها لكل من يحمل هم هذا البلد أن يسهم في خلق مشروع وطني يقوم علي الاستقرار السياسي والتنميه المتوازنه .مشروع وطني واحد يجمع لا يفرق.
دعونا ندعم مبادراتنا الوطنيه للتحول والبناء الديمقراطي الوطني .دعونا نقف حائط صد ضد من يؤجج الصراع بين أبناء الوطن .الدعوه لشباب بلادي لتسلم راية المبادرات والبناء ،لا الوقوف في خانة المتفرج،المتظاهر والمحتج ،الأوطان يبنيها بنوها.
كان التغيير مطلب كل الشعب ،فالبناء مسئولية الجميع علينا أن نلحق بركب البناء والتعمير وجمع الصف لتكوين مشروع وطني يدير تنوعنا ويجعل وحدتنا في تنوعنا.