إنتهازية تجمع المهنيين

حروف واقعية

? عمر الفاروق عزيب

اصدر تجمع المهنيين السودانيين بتاريخ 3 يناير 2021م علي صفحته الرسمية (بالفيسبوك) بيانا يطالب فيه بإلغاء قانون الدعم السريع ودمجه في القوات المسلحة السودانية ، إنتهي .
وللتعليق علي إنتهازية تجمع المهنيين وهو في الحقيقة اصبح (تجمع للامهنيين) ، بل عبارة عن واجهة حزبية للحزب العجوز المنبوذ ، والذي فقد بريقه ولمعانه وفقد شعبيته وجمهوره بعد أن أكتشف الشباب انهم خُدعوا وتم إستغلالهم ، وفهم الشعب السوداني أهداف التجمع الخفية لتدمير السودان والعبث بالقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة لهذا الشعب الطيب عبر إستهداف قواته النظامية ، وإلا كيف لجسم يدعي أنه مهني أن يرتمي في حضن الحركة الشعبية وينادي بفصل الدين عن الدولة وهو يعلم أن ذلك ضد رغبة الشعب ، ثم اليس مثل هكذا مطالب هي ليست من إختصاصه وأنه كان يجب عليه المطالبة بتحسين الوضع المعيشي والإقتصادي الذي ازداد تدهوراً ، ولماذا يغض الطرف عن الوضع الصحي وإنعدام الخدمات ، ولماذا سكت علي الزيادات الخيالية في كل شئ بما في ذلك اسعار الدواء – الكهرباء – الإتصالات والمواصلات .
دعونا نعود الي موضوعنا الرئيسي ، واسمحوا لي سادتي ان اتوجه ببعض الأسئلة الي تجمع (اللا مهنيين) أو الوهميين كما يسميه البعض ، اين كنتم عندما أجاز البرلمان السوداني في جلسته رقم (43) بتاريخ 18 يناير 2017 قانون قوات الدعم السريع ، وبذلك اصبحت هذه القوات تابعة للقوات المسلحة السودانية وتحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة بعد أن كانت قبل إجازة القانون تتبع لرئاسة الجمهورية .
وأين كان التجمع عندما وضحت الوثيقة الدستورية مهام وإختصاصات القوات النظامية بوضوح ، إذ نصت الوثيقة الدستورية في الفصل الحادي عشر والتي كان التجمع طرفاً اصيلاً في صياغتها والمصادقة عليها أن ( القوات المسلحة وقوات الدعم السريع مؤسسة عسكرية وطنية حامية لوحدة الوطن وسيادته تتبع للقائد العام للقوات المسلحة وخاضعة للسلطة السيادية ) وفي الفقرة رقم (2) أبانت الوثيقية الدستورية العلاقة بين المؤسسة العسكرية والسلطة التنفيذية (ينظم قانون القوات المسلحة وقانون الدعم السريع علاقة المؤسسة العسكرية بالسلطة التنفيذية) .
إذن الدعم السريع وفقا للدستور الملغي ، ووفقا للوثيقة الدستورية يتبع للقوات المسلحة فماذا يريد تجمع المهنيين من حملته الشعواء ضد هذه القوات .
والسؤال الأخير ، لماذا يريد التجمع التنصل عن وثيقته التي كتب فصولها بيده ووقع عليها بنفسه وشهد عليها الإتحاد الأفريقي وأثيوبيا وعدد من الدول العربية والاروبية والعالم أجمع والتجمع يعلم علم اليقين ما خطه مداداه طائعاً مختارا .
ومن كل ما سبق توصلت لإستنتاج واحد لا ثاني له وهو أن تجمع المهنيين الذي وجد نفسه خارج حلبة الصراع السياسي ، بعد أن سحبت الجبهة الثورية والحركات المسلحة البساط من تحت اقدام التجمع والحزب الشيوعي ، عقب التوقيع علي إتفاق منبر جوبا لسلام السودان ، لم يجد تجمع المهنيين أمامه سوى إستهداف قوات الدعم السريع وقائدها الفريق أول حميدتي صانع السلام وحارسه ، لنسف السلام والإستقرار والعودة الي المربع الأول وكل ذلك من أجل أن يظفر بكرسي السلطة .