تقرير
حرم الرئيس الاسبق جعفر نميري بثينة خليل في ذمة الله
أبت قبل أن تغمض اغماضتها الاخيرة، الا ان تفعل ما يؤكد على نقاء معدنها، وزهدها، وعفتها، في صمت، كما هي عادتها.
فعقب تشييع الراحلة “بثينة خليل” حرم الرئيس الأسبق المشير محمد جعفر نميري، الى مثواها الأخير الأربعاء الماضي في ضريح زوجها، وقف العقيد معاش الشيخ مصطفى – احد أمناء المتحف الحربي – متحدثا ومعددا مآثرها وهو يقول إن الراحلة بعد وفاة زوجها قامت بتسليم كل مقتنيات الرئيس نميري والهدايا التي قدمت له التي تقع تحت نطاق صفته و منصبه الرسمي كرئيس للجمهورية الي المتحف الحربي، وكشف ان من ضمن تلك الهدايا الرئاسية ( طبنجة ) مصنوعة من الذهب الخالص تزن 4 كيلوجرامات، وهو يشيد بتساميها وروحها الوطنية العالية ونقاء سيرتها.
لقد ظلت بثينة خليل لسنوات أشبه بكتاب مغلق على أسراره، لا تتجاوز في تعاملها معك حد الممكن والمتاح، لكن خلاف ذلك فهو خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.
كانت الراحلة، امرأة لا تشبه إلا نفسها، كانت أنثى الصمت، والعهد، والوفاء، لزوجها الرئيس الراحل “جعفر محمد نميري”، مطبقة على أسراره وتفاصيل حياته ومسيرتها معه، فلم يتمكن اي احد من اختراقها، استجابة لوصية رفيق دربها الذي فارقها قبل ١٢ عاما. عاشت طوال حياتها في حي شعبي، إلى أن وافتها المنية، وخرجت من الدنيا ولا تمتلك من الرصيد الا دعوات الناس.
ويكاد يكون التنقيب عن سيرة ومسيرة الراحلة، عصيا بعض الشيء. فلا شيء يمكن البحث عنه سوى خطوط عريضة يمتلكها الجميع، وهي انها اول من حملت لقب السيدة الأولى في السودان، هكذا أرادت حينما امتنعت طوال سنوات عمرها من الحديث عن حياتها، فغابت تفاصيل كثيرة لكن الحقيقة الماثلة، تؤكد ان بثينة لم تكن كغيرها من نساء الرؤساء، تسعى لجني الأموال والظهور، بل اشتهرت بالعمل الخيري وتقديم الدعم المادي والمعنوى ومساعدة المحتاجين.
ظلت سيدة اولى لست عشرة عام بتاريخ ناصع من العفة والزهد والطهارة، هتف متظاهرو ثورة ابريل ضدها، وكالوا لها الاتهامات بهروبها بالذهب مع زوجها، ولكنها تناست كل تلك الاتهامات، وتناست معها هتافات الشعب المؤلمة يوم ان تردت الاوضاع المعيشية، ترك البعض نميري وهتفو ضدها.
عقب سقوط الحكم أبت الا ان تموت بأسرار كثيرة، عاشت في حي شعبي متواضع، عاشت حياة البسطاء، إلى أن خرجت على ظهرها الأربعاء الماضي، لتلحق بزوجها متجنبة الأضواء والشهرة والتصريحات، ما تت وهي تختزن ذكريات فريدة ونادرة رفضت الإفصاح عنها.