بدأت تصريحات رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني اركو مناوي، اكثر وضوحا وهو يشخص حالة الاحتقان التي تواجه تواصله مع نائب رئيس المجلس الانتقالي، الفريق محمد حمدان دقلو، وقال في تصريح علي صدر صحيفة الصيحة امس الثلاثاء،”إن بعض اطراف قوى اعلان الحرية والتغيير اعترضت على تواصل الحركة مع نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو، مشيرا إلى ان الغرض من التواصل لوقف نزيف الدم ، وفتح صفحة عقب سقوط النظام البائد”، وهذا ما يفتح الباب امام صورة تواجه تحديات السلام في دارفور، بعض ان تمترست قوي محسوبة لــ” قحت” امام اي تقاربات بين مكونات الجبهة الثورية وقوات الدعم السريع، مما افرز واقعا غريبا، لاسيما ان الكثير من الخصوصية تجمع ما بين جبهات الكفاح المسلح وقوات الدعم السريع في شأن استحقاقات السلام والتعايش السلمي في دارفور.
وشهدت الفترات السابقة ادوارا مميزة للنائب الاولي لمجلس السيادة حمدان دقلو، بوصفه مسؤول التفاوض الذي قاد العملية السلمية التي افرزت ” اتفاقية جوبا للسلام”، وشهدت ما قبل مرحلة التوقيع العديد من التجاذبات التي قادتها بعض مكونات الحرية والتغيير ، مما تشكل عليها بداية جفوة واسعة ما بين الجبهة الثورية وتلك الجيوب داخل ” جلباب” الحرية والتغيير، لاتزال تفاعلاتها مستمرة حتي اليوم.
وفي الماضي القريب واجه نائب رئيس مجلس السيادة عقبات عديدة في إدارة المفاوضات مما جعل مهمته في سد الفجوة التي تبدو واضحة بين قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية التي تضم مكوناتها كل الحركات المسلحة باستثناء الحلو، الذي يعتبر خارج مضمونها ، فالجبهة الثورية انتقدت سابقاً مسلك قوى التغيير، وتمثل في الشعارات التي تزينت بها ساحة الحرية عقب استقبال قيادات الجبهة الثورية بعد توقيع اتفاق جوبا وعودتهم للخرطوم .
وتقول دكتور جيهان النعيم المتخصصة في الشأن السياسي، أن ما يبدو ظاهرا ان هناك عدم ثقة من بعض مكونات قوي الحرية والتغيير من اي تقارب يجمع مابين تيارات الجبهة الثورية ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلون وخاصة ان ما يعمل علي ذلك يخشب من اصطفاف المكون العسكري في ظل التردي الذي تعيشه البلاد في كافة مناحي الحياة، واستطردت د. جيهان قائلة بان ما جيمع حركات الكفاح المسلح وقوات الدعم السريع كثير من الممسكات الوطنية الخاصة باشاعة السلام والاستقرار في دارفور ، وباالتالي هذه الاطراف تسعي لرتق النسيج الاجتماعي فيما بينها بعيدا عن الاصطفاف السياسي او العسكري، في الوقت الذي تتجه فيه قاطرة البلاد نحو تشكيل حكومة انتقالية جديدة تضم كافة اطياف الجبهة الثورية في كافة مراحل تمثيل الدولة.
فيما يقول د . علي الطيب موسي اكاديمي متخصص في الشأن الدارفوري، غن دارفور تحتاج في هذه المرحلة لتوحد الاتسرتيجية المتعلقة بالسلام، ومن الصعب تحقيق ذلك بعيدا عن التلاقح الفكري والسياسي بين حملة السلاح بالامس ، ومخاطبة جذور الازمة ورسم وقائع مستقبل التعايش السلمي، وأشار الي ان الترتيبات الامنية وتكوين القوات المشتركة قادر علي صياغة واقع جديد في دارفور بعد خروج قوات اليونميد، يساهم بقوة في اعادة بناء الثقة في المكونات العسكرية والسياسية في دارفور
ويظل تداعيات حديث رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي يشير الي مكامن الصراع الخفي بين مكونات لم يسمها، ولكنها ظلت تتعارك في الخفاء مع قوي اخري داخل الجبهة الثورية محسوبة علي تحالفات ربما لاتزال قائمة من مكونات النظام البائد وبانت ملامحها من خلال الاحتشاد خلف شعارات وبرامج تنسجم مع شعارات الانقاذ وتحاول دغدغة تيارات الاسلاميين من اجل الاصطفاف للمرحلة القادمة من الفترة الانتقالية، وتكشفت بعضها في الاطروحات التي قدمتها إبان ازمة المناهج ومساندتها للتيار اليميني المتعصب.