هل يشهد السودان تغييرا جديدا في الأيام القليلة المقبلة؟ وهل كل الظروف والإحتمالات باتت مهيئة لإستقبال مولود جديد لسودان يسع الجميع بعيدا عن الحقد بعيدا عن التشفي والإنتقام السياسي الذي تفوح منه روائح الجهوية والإثنية النتنة؟ هل تودع قحت ومفاهيمها الغريبة عرش السلطة؟ تساؤلات مباحة تستنتج من صميم خطاب النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام لقوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” أمس في وداع قوات درع السلام لحماية المدنيين في دارفور في منطقة فتاشة غرب أم درمان.
الكيد السياسي وحكاية النيران العشر والتمكين البديل.
قال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، إن جهات تريد أن تعم الفوضى في البلاد ومد الفترة الانتقالية لعشر سنوات، وتشعل الحرائق في أطراف البلاد، وأضاف “كلما أطفأنا ناراً أوقدوا عشرة”.
وأكد دقلو خلال مخاطبته تخريج دورة الصاعقة ومتحرك قوات درع السلام بالدعم السريع في معسكر فتاشة، أن أحداث الجنينة في غرب دارفور فتنة داخلية لا علاقة لها بأي طرف خارجي، وقال إن الحديث عن قوات تشادية غير صحيح، وأن القتال داخل أحياء المدينة ويمكن رؤيته من مكتب والي الولاية، وأوضح أن المشكلة في الجنينة مأجورين ومرجفين يؤججون الصراع على وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفوضى في البلاد، وأوصى أهل دارفور بتفويت الفرصة على من أسماهم بالمأجورين الذين يبثون (اللايفات) على وسائل التواصل الاجتماعي.
معركة إسقاط الأقنعة والشخصيات المغلفة الطريق إلى الديمقراطية:
قال قائد قوات الدعم السريع، إننا لن نسمح بالفوضى، وأن الديمقراطية لا تعني الفوضى بل الشورى والتحضر والتفاهم، وذهب حميدتي لأبعد من ذلك في تشخيص حالة البلاد الراهنة حيث أشار إلى أن البلاد منهارة سياسياً وأمنياً و إجتماعياً وإقتصادياً، وتابع” قلنا كلامنا استهدفونا ونبذونا حينما قلنا لهم لن نسمح بالفوضى، نقولها ثانياً لن نسمح بالفوضى ولن نصمت”.
ووصف دعاة الديمقراطية بالكاذبين، وقال: “والله ما دايرين ديمقراطية والفتن ماشة الآن بزرعوها عشان ما دايرين إنتقالية، دايرين فترة انتقالية 10 سنوات يفصلوها على كيفهم”، وأضاف “نحن ما عملنا حاجة فقط بدلنا تمكين بتمكين أشد لفئة قليلة ويمكننا إثبات ذلك بالإثبات والمستندات”، وأتهم مجموعة قليلة بقيادة الحكومة في الخفاء، وقال: “هم ماسكين الحكومة كلها ويقولوا ليك طلعوا من الحكومة ومن الحرية والتغيير.. الوزارات هم والوكلاء.. الشلاقي ما خلى عميان وتاني ما بنتغشى”.
وناشد دقلو أهل دارفور وكردفان وأهل السودان كافة بعدم الانسياق وراء دعوات العنف، ودعا لوقف الاقتتال والمطالبة بالحقوق، وحذر من محاولة جر البلاد إلى مرحلة خطيرة تشبه ما يحدث في اليمن، وطالب الشعب السوداني بالنظر إلى مصلحته وأن يوقف الغش والكذب والتأليف، وقال:” نحن بنقاتل برانا واليد الواحدة ما بتصفق”، مؤكدا أنهم يريدون الديمقراطية والانتخابات لأجل حكومة تحمل تفويض الجماهير.
وتابع دقلو” إن شاء الله بعد داك ترمينا البحر”، لكننا لن نسمح ونصمت وسنشكف حقائق المجموعة المتسلطة على رقاب الناس،مؤكدا أن جهات معروفة تستهدف قوات الدعم السريع، مشيراً إلى حوادث سابقة أظهرت حجم الاستهداف وإزدواجية المعايير، وأمر بمنع القبض على المدنيين إلا بإذن من النيابة وتسليم الشرطة، وقال:”ممنوع مدني يبيت في حراساتنا”، وباهى دقلو بقوات وقيامها بواجبها تجاه البلاد وحراسة المرحلة الحالية، وقال:” نقول ليهم والله شعرة واحدة من رأسنا دا ما بتهزوها”.
السجود من أجل الجاه:
وأشار قائد قوات الدعم السريع إن قياديان حضرا إليه في يوم 11 إبريل من العام قبل الماضي و”بركوا في الواطة قالوا ما بقدروا يطلعوا الشارع” ولما الهواء ضربهم قالوا دايرين يديروا البلد بي فهمهم، هم واحد فيهم قال نفرتكها ونبنيها طوبة طوبة.. وهذا ما يحدث في الجنينة ودارفور وبورتسودان،والله تاني ما بنسكت وللصبر حدود”، مؤكدا أن قواته يقظه ولن تسمح بـ “فرتكة” البلاد.
السلام حصاد الزرع الطيب:
وأعتبر حميدتي أن تحقيق السلام من أبرز نجاحات الفترة الانتقالية، مؤكداً تحقيقه على أرض الواقع، وأشار إلى أن البعض خدع القائدان عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور وكذبوا عليهما لفرملة عملية السلام، وأكد أن القائدان سيوافقان بالسلام لأن الحلو “لقى كيسهم فاضي”.
وأوصى دقلو متحرك درع السلام إلى دارفور بالحيادية وإنفاذ القوانين دون النظر إلى القبيلة أو أي شئ عدا حفظ السلام وحماية المدنيين بعد خروج قوات (يوناميد)، وإغلاق الثغرات كافة، وقال:” نحن نفسنا طويل مع المفتنين وأبنصينا ما بنرفعه، الديمقراطية بنجيبها،دايرين حكومة برئيس مدني كامل الدسم”، مشيراً إلى أن البعض لا يريد إجراء إنتخابات لعدم ثقته في القواعد، وأوضح أننا انحنينا للعاصفة لأجل عبور البلاد إلى بر الأمان ، لكننا الآن نبلغ شعبنا بما يحدث ولن نصمت، ووجه بعودة النازحين إلى قراهم ومناطقهم، وقال:” مافي زول يقعد في محل زول بنقومك وندخلك السجن،دايرين دارفور وسوداننا يد واحدة لنبني بلدنا”.
يبدو أن خطاب حميدتي والذي لخص فيه مشاكل البلاد وطرق حلها مع تحديد الوسائل الناجعة في ذلك، ولو تفحصنا عوامل الزمان والمكان والسياق والاسلوب الذي تم فيه الخطاب لإستدركنا حقيقة أنه رجل وطني غيور يصارع في فريق من المنتفعين السياسيين الذين إستغلوا الشعب بإسم الثورة والمدنية والتحلل لإمتصاص دم الشعب ونهب خيراتها والآن حصحص الحق وطفح الكيل وعليه لابد من التدرج في كشف المستور عن هؤلاء المنتفعين بالكناية والتلميح ثم عرض حال لأولئك لمحاكمتهم أمام شعب السودان،هؤلاء الذين يسجدون لنعيم السلطة غير جديرين بالبقاء في سدة الحكم،ولا لحظة.
والكثير من التساؤلات التي طرحت في مدخل التقرير ربما تمت الإجابة عليها في متن وشروح الخطاب أن شيء جميل يحمل البشرى والأمل لأهل السودان في الطريق إليهم.
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10