وفاء جميل تكتب: “بذرة الحياة”.. السلام سمح التسامح سمح

شئ طبيعي انّ يعيش الإنسان مع أخيهِ الإنسان في إنسجامٍ تام دونما حروب أيّاً كان شكلها ؛ و أيضاً شئ طبيعي أنّ تحدث تغييرات في واقع التعامل بينهم ، فالحياة مستمرة و متقلبة الأمزجة ، فلابّد لنا ألآ نجاري الناس في سلوكياتهم ، و لكن ضروري أنّ نعمل على إصلاحها إنّ تطلب الأمر ، فإنَّ إصلاح ذات البين نجاح و فلاح ..

لذلك فالسلام لا يعني غياب الصراعات ، لأنَّ الاختلاف و الخلاف سيستمران دائماً في الوجود ما دام الإنسان موجود على الأرض ، فما يعنيه السلام هو أنَّ نحل هذه الإختلافات مع ترميم الخلافات بوسائل سلمية عن طريق الحوار ، التعليم ، المعرفة ، و الطرق الإنسانية المألوفة ، لأنَّ إقامةُ السلامِ الدائمِ هو عملٌ تربويٌ ، فكل ما يمكن للسياسة أن تفعله هو أنَّ تبعدنا عن الحرب ، و لكن أبجديات و سُبل الإحترام المتبادل هو الذي يؤكد أنَّ الأخطاء قابلة للتسامح مهما كانت أبعادها و أحجامها ، فبدون التسامح ، الإحترام ، التقدير و تقبُّل الآخر لا يمكن تحقيق السّلام المستدام ..

لقد إكتشف الجميع أنّ السلام بأي ثمن لا يكون سلاماً أبدياً ، و لابَّد أنَّ يكلف تحقيق الهدف الكثير مِنّ الوقت و الجهد و المقاومة ، لأنّ صُنع السلام مع عدو ، يتطلب العمل مع ذاك العدو ، و هذا العدو يصبح شريكك أصيلاً ؛ فالتآلف و وضع الأيادي على بعض لصنع سلام يحتاج للوقت و الصبر ، حينها لكَ أنّ تقول ما شِئت و لي أنْ أقولَ ما شئت على أنْ أحتَرِم و تُحترم و جعل مساحة الحوار هي الفاصلة بين قولَك وقولي ، ليس المهم الكرامة الشخصية ، بل المهم كرامة الوطن و قضيته التي مِنَّ أجلها قامت الحرب ، فأقعدها السّلام ..

لن يسود السلامُ البلاد ، حتى تُستأصل العنصرية مِنّ أحشاء الخونة و الكايدين و ضِعاف النفوس ، و يتم بدلاً عنها غرس الوطنيةُ و حُب العمل الجماعي ، لأنَّ الذين يعملون لنشر الحرب و الدمار لا يرتاحون ساعة ، و سيعملون طِوال اليوم لتأجيج النزاعات و زرع الجهوية ، فالأجدى بدعاة السّلام أن يجتهدوا أكثر ، فمَّن يبحثُ عن السلامِ عليه أن يكون أطرش ، أعمى ، و أخرس لكي ينتصر على الطغاة و الظالمين ؛ و أنّ هناك طُرق لنشر و تحقيق السّلام على الأرض بما فيها الحوار ، لذا نأمل أنَّ يعود الجميع إلى طاولة المفاوضات ؛ و لقد قلتها و سأقولها دائماً ، أنَّ الحوار هو السبيل الوحيد للمضي قدماً نحو التأسيس و النهضة ..

للحديث بقية