نتناول في هذا المقال مواقفَ ثابتةً للدعم السريع تتجددُ ولا تتغيرُ في كل المراحل مُشاركة في كل قضايا المجتمع وحمايةِ الوطن والتضحيةِ من أجله في كل الأزمانِ وصناعةِ السلام قبل وأثناء وبعد الثورة السودانية واستشرافاً للمستقبل البعيد
قام الدعمُ السريع منذ نشأتِه بأعمالٍ كبيرة ومتنوعة منها تنفيذُ المهامِ القتاليِة الموكلةِ إليها في أماكنَ النزاعاتِ ومهدِ الصراعات وصون الحدود إسناداً للجيش السوداني العظيم ، فقدمت مئاتِ الشهداء وآلافٍ من الجرحى فداءً للوطن الكبير ، ونجحت في الحفاظ على سودانٍ موحدٍ وآمن ، توحد وجدان الشعب السوداني في تأييد دور واسهام الدعم السريع وطربَ الشعب فرحاً بانجازاته المتكررة في الميدان فأصبح الجيش والدعم السريع في قلوب المواطنين محبةً وثناءً وأضحوا حامدين وشاكرين هذا العطاء اللامحدود
وكانت تقاتل بيدٍ وتلوحُ برايات السلام بيدها الأخرى وتدعو للسلم تحت شعار لارابح في الحرب وإنما الخاسر هو الوطن وأبناؤه والتنمية وبألوانها .
وللدعم السريع دورً كبيرُ في محاربة الهجرة غير الشرعية عبر الحدود ومكافحة المخدرات ومنع التهريب وغير ذلك من الأعمال التي تصون البلاد وتحفظ كرامة العباد
أما في الجانب المجتمعي فقد قامت قوات الدعم السريع برعايةِ المصالحاتِ القبلية ومعالجة النزاعاتِ الاجتماعيةِ التي تنشأ بسبب الحواكير والأرض والحدود فكلما أشعل الصراع القبلي حرباً أطفأها الدعم السريع وأصلح بين الطرفين فأقام العديد من مؤتمرات الصلح وقاد كثيراً من حلقات التلاقي والتقارب بين القبائل
وفي مجال إسناد المجتمع قدم الدعم السريع دعماً معنوياً ومادياً للمتعففين و الفقراء والأيتام والأرامل وأسر الشهداء ورعاية النازحين في معسكراتهم وإعادة توطينهم في القرى
فانشأتِ قوات الدعم السريع المدارسَ ونظمتِ المراحيلَ وفتحتِ المساراتِ وأولت حمايةَ المراعي والمزارعَ اهتماماً كبيراً لأنها من أسباب النزاعات غالباً إلى جانبِ صناعة التقارب الوجداني بين المزارعين والرعاة وجعل التآلف بينهم ممكناً من أجل تبادل المصالح المشتركة في الأرض والكلأ ليتحدا في تحقيق الانتاج الزراعي والحيواني فيسهمانِ معاً في صناعة اقتصاداً مستقراً وقوياً لينهضَ الوطنُ الكبير .
واستمر عطاء الدعم السريع في كافة مناحي الحياة حتى اشتعلت ثورةُ ديسمبرفي العام 2018م وكان المتظاهرون يخشون الدعم السريع أن يكون في طرف النظام ولأن بطشها شديد ولا تخشى الحديد وشاهدوا ضرواتِها من قريب وبعيد ولكن تصريحاً ادلى به القائد ناشد فيه الدولة بضرورة الاهتمام بحياة المواطن ومواجهة المشكلات القائمة آنذاك من ندرة في السيولة وارتفاع الأسعار والصفوف ،ـ وحينما بلغت التظاهرات ذِروتِها واستمر الحراك لإسقاط النظام وإعتصم الثوار في ميدان القيادة العامة تحركت قوات الدعم السريع إلى الخرطوم لحماية الشعب والمؤسسات وخاطب القائد قواته معلناً انحيازه لخيارات الشعب وحماية الشباب مجدداً وتقديم النصح والارشاد لقادة البلاد
الأمر الذي أدخل الطمأنينة في النفوس الخائفة من موقف الدعامة لو أنهم دعموا السلطة وقتها فلا يمكن للثورة أن تحقق أهدافها وربما ارتوت الأرض بدماء الثوار وبقي النظام وانفلت من الحصار وتم الاعلان الرسمي عن إنحياز الجيش والدعم السريع للثورة وسقط النظام
وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ السودان بالفترة الانتقالية بإدارة الجيش والدعم السريع ثم انتقلت الى شراكة مع المدنين بفضل إصرار قائد الدعم على التوافق بعد مخاض عسير وصولات وجولات ومرة أخرى برزت إرادة الدعم السريع القوية في صناعة الاستقرار ووقع القائد على الاتفاق لتنطلق قاطرة الانقالية ليتوجه قائد الدعم السريع إلى قيادة سفينة السلام لترسو على شاطئ الاتفاق الذي وقعه مع قادة حركات الكفاح المسلح بعزيمة وجدية بعد رحلة طويلة قاوم فيها تيارات جارفة وعواصف قوية تصد لها بحبه للسلام والوطن فكان ميلاد اتفاق جوبا للسلام الذي مهره بتوقيعه.
د. محمد أحمد ضوينا أحمد
استاذ جامعي . اسطنبول