في بادرة تجافي القسم المهني استقال 88 طبيب عن العمل في المستشفيات الحكومية بولاية القضارف مطلع يوليو الماضي، احتجاجا على رفض الحكومة المحلية تنفيذ حزمة مطالب دفعوا بها في وقت سابق، وسط تحذيرات من انهيار النظام الصحي.
أدارة حكيمة
ولم تكن ازمة ولاية القضارف بالعادية خاصة وان تداعيات ذلك ستنعكس سلبا علي الوضع الصحي وحياة المواطنين …ولا شك أن الملف يحتاج لشئ من الحكمة وهذا ما نجح في إدارته والي القضارف الذي حاول السيطرة علي الأمر حفاظا علي حياة المواطنين حتي لا تنفلت الامور بتدهور الوضع الصحي حيث لم يألو الوالي جهدا في السيطرة علي الوضع
طبيعة خاصة
طبيعة الاوضاع الصحية لا تخفي علي الجميع وبقراءة الوضع مع طبيعة شرق السودان بشكل خاص نجد ان ولاية القضارف ذات خصوصية عالية صحيا وامنيا حيث تشهد الولاية تدفقا كبيرا من اللاجئين الاثيوبيين مع كل تلك الحيثيات أقدم منسوبي القطاع الصحي بالولاية علي خطوة باستقالات جماعية للضغط علي حكومة الولاية ووالي الولاية من أجل تنفيذ مطالب دفعوا بها في وقت سابق .ويري مراقبون أن الخطوة ضرب بأخلاق المهنة عرض الحائط ومحاولة فاشلة للضغط علي الوالي والزج بالأمور لمسارات اخري بتحويل القضية الي قضية سياسية واكدو وجود تحركات من مجموعات للضغط على المركز وتوظيف العلاقات الشخصية في إتجاه إحداث تضارب بين وزارة الحكم الإتحادي ووزارة الصحة..
شروع فعلي
وشرع والي الولاية سليمان علي في إحتواء الازمة فعليا عبر الاستعداد لهذا التطور والتوجيه بتسخير كل الإمكانيات لتقليل آثاره إضافة للاستعانة بمستشفى الجيش والشرطة؛ لاستقبال الحالات الحرجة والحالات التي تتطلب التنويم بالمستشفى على أن تلتزم الوزارة بمد المستشفيين بالأدوية والعلاجات والإمداد المعملي إلى جانب تنشيط مراكز التأمين الصحي لتعمل بنظام الدوامين لتخفيف الضغط على المستشفى التعليمي والحوادث.
شرفاء المهنة
وعبر عدد من الأطباء والمساعدين الطبيين العاملين بقسم الطوارئ ومستشفى الأطفال بالقضارف عن أسفهم جراء ما يحدث خاصة أن الطب مهنة إنسانية في المقام الأول وعلى الجميع أن يبر بالقسم وميثاق شرف المهنة من آجل إنسان الولاية ووجهوا الدعوة لزملائهم بضرورة نبذ الخلافات والإنخراط في العمل من جديد من آجل مواطني القضارف.
حلول عاجلة
وشرع والي الولاية سليمان علي في إحتواء الازمة فعليا عبر الاستعداد لهذا التطور والتوجيه بتسخير كل الإمكانيات لتقليل آثاره إضافة للاستعانة بمستشفى الجيش والشرطة؛ لاستقبال الحالات الحرجة والحالات التي تتطلب التنويم بالمستشفى على أن تلتزم الوزارة بمد المستشفيين بالأدوية والعلاجات والإمداد المعملي إلى جانب تنشيط مراكز التأمين الصحي لتعمل بنظام الدوامين لتخفيف الضغط على المستشفى التعليمي والحوادث.
أثر جزئي
من جانبها أشادت مدير عام وزارة الصحة بالولاية د .علياء يوسف بالأطباء العاملين بمستشفى النساء والتوليد والعاملين بالمستشفى العام ووصفت مواقفهم بالمهنية والتفاني من آجل المواطنين.وأكدت عدم تأثر كل المستشفيات بالولاية جراء هذه الإستقالات عدا مستشفى الحوادث والاطفال مؤكدة إهتمام الوزارة بالقيام بمسؤولياتها تجاه صحة مواطني القضارف داعية إلى عدم الالتفات إلى الشائعات المغرضة التي تهدف إلى تعكير الأجواء وخلق الأزمات.
تدخل إتحادي
ولاحتواء الازمة دفعت وزارة الصحة الاتحادية بوفد بتكليف من وزير الصحة عمر النجيب بعد أن دفع بعض الأطباء باستقالاتهم مطالبين بإقالة مدير عام وزارة الصحة.
وخلص الإجتماع إلي أن تجتمع اللجنة الموفدة من وزير الصحة بكل أطراف الخلاف أطباء وكوادر صحية وإدارة الوزارة في وقت طالب فيه الوفد الأطباء بإبداء المرونة والعودة للعمل في الطوارئ كحد أدنى.
كما قرر الاجتماع إضافة ممثلي الجهات التالية للقطاع الصحي والإجتماعي بالمجلس الإستشاري وهم الاطباء ، الصيادلة ،إختصاصي المختبرات الطبية ،قطاع التمريض وضباط الصحة والقطاع الاجتماعي.وطالب الاجتماع بتكوين لجنة محايدة لتقييم أداء الوزارة.
وطرح الوفد نقاطا تمثلت في ان الوالي القضارف اوضح للجنة ان حل الخلاف بين الطرفين ينبني على تحقيق الاستقرار داخل الوزارة بتحقيق التوافق بين اجسامها المهنية المختلفة.
كلمة حق
وأكدت اللجنة الجهد الملموس الذي قام به والي الولاية لاحتواء الازمة وقبوله لمبادرات الصيادلة وكافة المبادرات الشعبية حرصا علي حل الازمة بجانب حثه لممثلي المكتب الموحد للأطباء في الاجتماع المشترك للتنازل من أجل المواطن وتجنيبه الصراع المهني السياسي في الوزارة.
خطي حثيثة
وكان الوالي قد إجتمع في إطار تكثيف جهود الشركاء في الوصول إلى حلول مع المجلس المركزي للحرية والتغيير وإتفق الطرفان على أهمية الحل العاجل وفق رؤية متكاملة وبالاشارة الي بيان المجلس المركزي فإن الاجتماعات الموسعة التي عقدها مع مدير عام الوزارة وتنسيقية الكوادر الطبية والصحية ومكتب الأطباء رسمت خارطة واضحة لطي صراعات الأجسام الثورية داخل وزارة الصحة.
تعامل مرن
وتوجه المجلس بالشكر لوالي القضارف على قبوله توصية المجلس وحرصه علي الحل التوافقي الذي يعالج الأزمة من جذورها وبكافة أبعادها .في وقت عبرت قطاعات مختلفة بالولاية عن رضاها التام بالتعامل المرن الذي انتهجه والي القضارف سليمان علي مع الأزمة وقبوله بمنتج التشاور لحل القضية .