قال البروفيسر عبدهـ مختار، أستاذ العلوم السياسية، إن الأحزاب السياسية السودانية بشكلها الحالي لا تقوى على تأسيس نظام سياسي متماسك ولا بناء ديمقراطية مستدامة. فهي بدلاً عن أن تعيد بناء نفسها وتستعد للانتخابات انشغلت بنصيبها في السلطة وقسمتها في الوظائف، وأنها ما زالت تتسم بالتشظي والانقسامات وانعدام الرؤية وغياب الديمقراطية والمؤسسية في داخلها.
وقال بروف عبده مختار أن النظام السياسي المستقر يقوم على بنية حزبية سليمة وأحزاب قوية ومتماسكة لها برامج – سواء كانت في السلطة أو خارجها – أو معارضة في داخل البرلمان؛ إضافة إلى دورها في التعبئة وتوسيع المشاركة السياسية الواعية ونشر الثقافة السياسية والارتقاء بالسلوك السياسي النخبوي والشعبوي.
ويرى بروف مختار أن تحديات المرحلة القادمة تستدعي معالجة الانشقاقات والانقسامات الداخلية ومعالجة أسباب الصراع ونقد الذات بموضوعية ونزاهة وطنية وإجراء مراجعات فكرية عميقة وشاملة وجريئة للحزب من حيث التاريخ والتجارب والواقع الراهن والأخطاء ومعالجة قضايا الفجوة الجيلية وغياب البرامج والأطروحات السياسية الجادة، وضعف التفاعل المجتمعي والاتصال الجماهيري، كما تحتاج للتأسيس لمعايير موضوعية في ما يلي تشكيل القيادة مع الاهتمام بمسألة الشرعية والمؤسسية وحوكمة العمل الحزبي وضبط السلوك السياسي وترشيد الخطاب.
ونبه مختار إلى ضرورة أن تهتم الأحزاب السياسية بالانتاج العلمي والفكري واتساق الفكر مع الواقع وتحويل الفكر والمبادئ والشعارات إلى برامج عمل تطرحها للرأي العام وللحكومة.
وأضاف: أن تحديات الواقع السياسي الانتقالي تستلزم من الأحزاب إعداد رؤية استراتيجية تقوم على تحالفات وشراكة سياسية جديدة وذكية تتسق مع المتغيرات في البيئة الداخلية والاقليمية والدولية وذلك حتى تتمكَّـن من تحقيق نسبة تصويت عالية في الانتخابات القادمة.
وختم بروف مختار تحذيراته بأن الأحزاب بشكلها الحالي لا تقوى على منافسة حزب المؤتمر الوطني (أو الحركة الإسلامية) إذا ما تم السماح له/لها مستقبلاً بخوض الانتخابات وذلك لأن الحركة الإسلامية – رغم أنها لا تملك أغلبية في المجتمع بدليل خروجه عليها في ثورة – إلا أنها تظل الأكثر تنظيما وتماسكا وعضويتها الأكثر حماسا للتصويت مما يفتح الباب لعودة الدكتاتورية ولو عن طريق الانتخابات لأن (العزل السياسي) لا يستمر إلى الأبد!!
(الجريدة: ٢٨ / ١٢ / ٢١)
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10