بقلم : بابكرالقاسم
السودان هذا البلد الكبير ذوالخير الوفير،وعبر تاريخه المذكور والمنسي لم يحظ بشيء من المنهجية العلمية التي تؤطر لرؤية بناء وطني أو مشروع وطني يرسخ ويمتِّن لنظام الحكم وبالتالي التحول لدولة المؤسسات.
ومنذ فجر الإستقلال في الأول من يناير١٩٥٦م وإعلان السودان جمهورية حرة مستقلة وإعلان ميلاد دولة السودان المدنية برئاسة الزعيم إسماعيل الأزهري كانت البلاد وكأنها تلفظ انفاسها وهي في خدر أمها وذلك لعدة عوامل داخلية وخارجية أسهمت مجتمعة في تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وضعف حلقة الوصل الخارجية رغم إمتلاك السودان لمقومات الدولة العظمى: الموقع والموضع الجغرافي المميز،كثافة السكان والتنوع الثقافي والإثنوغرافي،الموارد الطبيعية الأرض وما على بطنها وظهرها،والتنوع الحيوي ولكن ظلت البلاد ونتيجة للعوامل المذكورة آنفا تقبع في دوامة عدمالإستقرار السياسي وهي سلسلة المشاهد المتتالية حكومة ديموقراطية ثم إنقلاب عسكري فديمقراطية ثانية ثم إنقلاب عسكري ومرجع ذلك كله عدم وجود مشروع وطني وفق خطة إستراتيجية للدولة السودانية تحوي بداخلها المخاطر والمهددات ونقاط القوة وتعزيزها ونقاط الضعف وتقويتها،عدم وجود دستور ثابت وثوابت وطنية يتوافق عليها أبناء الشعب السوداني تمثل خطوط حمراء لايمكن تجاوزها بإعتبارها السودان الوطن أو الدولة والتي تختلف عن الحكومة النظام السياسي للبلاد فتذهب الحكومة وفقا للدورة الإنتخابية وتبقى الدولة المؤسسات وكان النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو قد دعا إلى تكوين ميثاق شرف وطني بمشاركة كل القوى السياسية تمهيدا لإرساء ثوابت وطنية تجنب من رحمها مشروع وطني يبقى على مر الزمان حيث تذهب الأنظمة وتبقى المؤسسات وليتهم أي أبناء الشعب السوداني إستجابوا لدعوة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” ذلك هو الفهم الناضج وبيت الحكمة التي نهتدي بها نحو الصواب وما التردي والتدهور الإقتصادي والأزمات الإجتماعية ألا إفرازات سامة من فوهة عدم الإستقرار السياسي، وبالتالي ستظل البلاد أسيرة الحروب والصراعات القبلية والفقر والجوع وعدم التمكن من إستقلال طاقاتها البشرية والطبيعية والنهوض لمصاف الدولة الكبرى وصيرورتها مرتعا خصبا للمخابرات العالمية والإقليمية.
وبحسب الدراسات العلمية التطبيقية والنظرية فإن “بناء الدولة يتطلب أن يكون هناك مقومات أساسية منها توفر مركز ثقل واضح للدولة وأن تكون العلاقة بين مكونات /عناصر الدولة الثلاث علاقة تكاملية فلا يُمكن أن تبقى الدولة مستقرة إذا لم ينتمي الشعب لأرضه ويُضحي من أجلها ، ولا يُعقل أن تبقى الدولة مستقرة ما لم يلتف الشعب حول قيادته الحاكمة وبالمقابل من المستحيل أن تستقر الدولة أو تنمو أو تتطور مالم تهتم القيادة بالشعب والأرض فالدول التي لا تنمو لا تكون آمنة والعكس صحيح” .
ومن هذا المنطلق فإن على المخطط الإستراتيجي في الدولة أن يُركز على الموازنة بين استخدام القوة الناعمة والقوة الصلبة في إدارة الازمات الداخلية والخارجية للدولة، كما على كل مؤسسات الدولة أن تعمل على تعزيز وتماسك الجبهة الداخلية، بعد أن اصبحت طاقــة الانســان وعقلــه هدف التنظيمــات الإرهابيــة المتطرفــة في ظل سعيها الدائم لنشر الفوضى والدمار في العالم. إن غياب تجانس الشعب وارتباطه بقيادته وزعزعـة الامن الاجتماعي ستؤدي إلى زوال الدولة وإنهيارها.
هذا ونتمنى من القائمين على أمربلادنا أن يعوا مخاطر التمادي في الصراع السياسي والإجتماعي العقيم ننتظر دولة مؤسسات راسخة قوية متينة تحقق طموحات الشعب السوداني وتبعده من الفاقة وتؤيه من شر الفقر وتعالجه من مرض الجهل والتخلف يجود لها بالروح والدم وطن يتساوى فيه الجميع دون الشعور بالدونية أو الغبن.
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10